ساق الاتحاد بفريقه الكروي شيئاً من الخوف في زمن الشوط الأول أمام الهلال في رد نصف النهائي، إذ ظل ينتظر مبادرات الهلال، رغم أن الأخير بات كالكتاب المفتوح، يقف (مرتبكاً) أمام أي فريق يهاجمه، وخصوصاً عبر العمق، ولو أن نور استثمر كرة الشوط الأول ربما لأعاد الاتحاد ثلاثية الرياض، ويبدو أن ديمتري بدأ يشعر بضرورة الحفاظ على وقار لياقة اللاعبين، ولم يشأ أن يرهق لاعبيه، لاسيما أن النهائي سيكون يوم الجمعة المقبل، ومهما كان المنافس الأمر يحتاج لنوعية مختلفة من اللعب، إذ لا فرصة غير الحذر واللعب بمبدأ لقاءات الكؤوس، والفوز مطلب لا مناص عنه، وبالتأكيد نجح كبار الفريق وتحديداً المهددون بالإيقاف من تجاوز بعض الاستفزازات واللعب الخشن، ووصلوا بالفريق للوجهة الصحيحة، فالأرقام تقول: إن الاتحاد يصل للنهائي الرابع في هذه البطولة الكبرى، وأمامه فرصة إسعاد جماهيره، فقد غفرت الجماهير (كومة) الإرهاصات التي عجت بها نتائج الفريق في الدوري، والمغادرة المُرة في كأس ولي العهد أمام الاتفاق، بالوصول لهذا النهائي، بل والسير بأمان في الطريق الآسيوي، ومن أصعب المسارات.. وفي ظني أن الأمر لم يكن لولا موجات النقد التي ظلت تلاحق الأخطاء، وحملت معها غضب البعض وانتقادهم، رغبة منهم في الصمت، غير أن الاتحاد يمتاز أنه النادي المستأثر إعلامياً، كسب، أو تعادل، أو خسر، ولم يعد مكان للعاطفة في خط سير هذا العميد، ومن شاهد جماهيره الليلة الأخيرة للكلاسيكو في الرد يعي تماماً أن جماهير الاتحاد هي وقوده، وكيف أنها استشعرت هبوط الأداء وجن جنونها، فأشعلت نار اللاعبين، وحدث الحس المُستثار بينهم واللاعبين، فرأينا اتحاداً (شرس) لا يمكن إيقافه، ولو أن الفريق أراد الفوز بإصرار الفوز لقدمه بأيسر الطرق، فقد أعلن الهلال الاستسلام بعد هدف هزازي، غير أن الفوز لم يكن مطلب مهم فآل النتاج إلى التعادل.. المهم من اللقاء أن انضباطاً تكتيكياً ساد أجواء جل اللاعبين، سوى بعض من لعبوا مشدودين، ولكن المجمل العام نجاح تام، وسيطرة فنية، وتفكير عقلاني، وتوفير جهد لا يقوم على تطبيقه سوى اللاعب المقتدر فنياً، وذوي الثقافة العالية، وكلها أسلحة تقود دوماً للعلا.