لازالت أزمة نقص الشعير تتواصل في بعض مناطق المملكة، ممّا سبب في ارتفاع الأسعار، وطول فترات الانتظار للحصول على الحصة الكافية لتغذية المواشي، وتسبب نقص توريد الشعير في منطقة الحدود الشمالية إلى ظهور سوق سوداء وصل معها سعر بيع الكيس الواحد إلى 55 ريالاً. وأكد عدد من الموجودين في موقع توزيع الشعير إصابة عدد من المربين كبار السن بالإجهاد في الطابور الطويل الذي يلتف كالثعبان حول موقع التوزيع، ونُقلوا إلى مستشفيات المنطقة للعلاج، كما سجلت أسعار الشعير ارتفاعًا تصاعديًّا إلى (50) ريالاً في السوق السوداء للكيس سعة 50 كيلوجرامًا. وأبدى الكثير من المستهلكين تذمرًا كبيرًا من خلو السوق من الشعير، فيما أرجع أحد الموزعين سبب نقص الشعير إلى انعدام الرقابة من قبل الجهات المختصة وقلة عدد المستوردين وحدودية عدد التجار. وقال المواطن فرحان الرفدي: إن نقص الشعير في عرعر سبب لنا إهمالاً، ونحن نقف في الطوابير الطويلة انتظارًا للشاحنات المحملة بالشعير، مشيرًا إلى أن المواطنين بينهم المريض والكبير في السن وحتى الطلاب. وأضاف: انتظرنا أسبوعًا كاملاً لم تأتِ سوى سيارة واحدة وإذا أتت تتلقفها الطوابير الطويلة، وتقوم اللجنة المكونة من التجارة والزراعة والإمارة بتوزيع 20 كيسًا فقط، وتساءل الرفدي، تكيف تكفى ال 20 كيسًا لمن لديه 2000 رأس غنم. انخفاض عدد الأغنام من جهته أكد تناقص عدد الأغنام التي يمتلكها من 2000 إلى 1100 رأس، ووصلت إلى قناعة أن الجهات المسؤولة غير مهتمة بالثروة الحيوانية في المنطقة، والتي تعد الأولى المملكة كثروة حيوانية إستراتيجية ب 5 ملايين رأس غنم، مشيرًا إلى أن المواطنين يتذمرون من هذا الوضع الغريب، ولكن دون مجيب، ممّا يسبب تناقص في أعداد المربين، حيث لا فائدة من تربية المواشي في ظل شح سلعة الشعير وارتفاعاتها المتكررة في الأسواق. وأشار المربي عبدالرزاق بنيان: ثلاثة شهور ولازالت أزمة الشعير في منطقة الحدود الشمالية دون حل مستغربًا عدم توصل الجهات المعنية لحل الأزمة. وأضاف لدي 800 رأس غنم وشح الشعير يجعلني أقف في طابور طويل، وهذا الشيء دفع الكثيرين لشراء من السوق السوداء ب 50 ريالاً في مواقع بعيدة عن أعين وزارتي التجارة والزراعة في أطراف مدينة عرعر ممّا يعني أن الرقابة ضعيفة جدًا. تراجع عدد الموردين من ناحيته أكد نائب رئيس جمعية الثروة الحيوانية بمنطقة الحدود الشمالية مهنا دبوس أن سبب نقص الشعير من وجهة نظره يعود إلى تراجع كثير من الموردين عن تموين المنطقة بالشعير اللازم، إضافة إلى أن المورد الرئيس في الشرقية لا يأتون بالشعير للمنطقة. وأضاف قائلاً: إن شركة الحبوب القابضة لا تمنح الجمعية إلا ثماني شاحنات فقط، وأن يوم الجمعة يكون عطلة لديهم ولا يوجد توزيع، فكيف ثماني سيارات لمنطقة فيها حوالى 80% من الماشية على مستوى المملكة. وأختتم مهنا حديثه قائلاً: نرجو من وزارة التجارة التدخل السريع لحل المشكلة، فإن استمرار الأمور على هذا الحال سيؤدي لوضع مأساوي بالمنطقة، فالمواشي على وشك الهلاك، وإذا لم يتم حسم الأمور خلال الأيام القليلة المقبلة ستسبب خسائر ضخمة لمربي المواشي.