فجعت في ابي وانا في اخر مرحلة الدراسة الثانوية وقامت بتربيتي وتوجيهي « امي « اعزها الله تعالى وشرفها وكانت خير مربية لي ... واخذت منها الكثير من الادب والحب لعمل الخير ... و كنت لصيقاً بها اسمع كلامها واستشيرها في كثير من الامور ولها فضل علي ...حيث تعلمت منها عدم الخوف من قول الحق مع احترامي وحفظ مقام من اتحدث اليه حتى لو كنت اختلف معه...اضافة الى حب الخير للغير وكره الظلم والجور والحديث في ظهور الناس ايا كان هذا الحديث او الهدف منه ... وتعلمت منها حب الوطن وولي الامر والنفع لكل مسلم . حتى اني كنت أشاورها وأطلعها على ما اريد عمله او قوله او ما أريد كتابته وقد ذكرت ذلك كله في مواقع ومناسبات عديدة ... منها على سبيل المثال قبل ايام من وفاتها في برنامج اذاعي اسمه « الاسرة والمجتمع « من اذاعة البرنامج الثاني بجدة ... تقوم عليه إعدادا و تقديما الإعلامية الأستاذة « نجوى مؤمنة «... وكتبت ايضا عنها في عدة صحف وعن دورها في حياتي الخاصة والعامة . وانا اعلم جيدا ان هذه الدنيا لن يبقى عليها احد ... إلا الواحد الاحد سبحانه وتعالى... فكل منا قد ولد لكي يرحل ... وكما ولد بتوقيت من الله تعالى سيرحل ايضا بتوقيت منه سبحانه ... ولاراد لحكمه وقدرته عزوجل. لكن شتان بين الولادة والوفاة بين القدوم والرحيل بين الحياة والموت ... بين من يولد وهو يبكي والكل حوله يضحكون فرحين بقدومه ومن يحل به ملك الموت ليقبض روحه... وهو يبتسم فرحا بلقاء ربه الغفور الرحيم وذلك لما قدم لنفسه من عمل صالح سوف يجزى عليه... ومن حوله يبكون ويحزنون من اجل فراق هذا العزيز ورحيله عنهم الى دار الآخرة عند ارحم الراحمين . وبعد ان رحلت « امي «... لا املك الا القول ...رحم الله « امي « الغالية والتي ودعتها وودعها كل محب لها قبل ايام ...واقول لها كنت خير الامهات وكنت صاحبة ايادٍ بيضاء للكثير من الناس الذين يقصدونك فتساعدينهم بيدك ووجهك وجاهك ...رحمك الله واسكنك جنات النعيم في الفردوس الاعلى في الجنة . اخيرا ... اود ان اشكر كل من واساني في فجيعتي بأمي « الغالية « رحمها الله من أصحاب السمو الملكي والسمو والمعالي والسعادة والزملاء من الاعلاميين والاقارب والارحام والأصدقاء والاخوة الوافدين .وذلك عبر البريد الالكتروني والفاكس والهاتف المحمول والثابت والكثير منهم تكبد عناء الحضور من مكان بعيد . فالشكر والامتنان لهم جميعا على ذلك واخص بالذكر والدنا وحاكمنا الاداري اميرنا الانسان حضرة صاحب السمو الملكي الامير « خالد الفيصل ال سعود « الذي جاء اتصاله بي شخصيا وارساله برقية قبل ذلك ...رعاية ابوية منه « يحفظه الله « وقد ترك ابلغ الاثر في نفسي وفي نفس كل من له علاقة بوالدتي وخاصة اهل بيتي . وهذا الامر ومثله كثير ...ليس بمستغرب منه يحفظه الله ومن « ال سعود « الكرام ... الذين حكموا هذه البلاد بشرع الله القويم منذ اربعة قرون من الزمن ... ولا زالوا . رحم الله تعالى « امي « الغالية « ام محمد « وجعل مستقرها عنده سبحانه وتعالى الفردوس الأعلى من الجنة ... والله المستعان . [email protected] فاكس : 6292368 / 02