إن أيام الاختبارات لها ظروفها وطقوسها بالنسبة للطالب والمعلم، وحتى للأسرة، ولا شك أنها أيام حسم وحصاد وتنافس لدى المتميزين لنيل أعلى الدرجات، في حين أن ثمة فئة أخرى همها التميز ولا تريد سوى النجاح بأي طريقة وبأي ثمن، وإليكم ثلاث رسائل أولها تأخذ سبيلها إلى المعلم الذي بتحمله لمسؤوليته صلاح للعملية التربوية والتعليمية برمتها، وتعظم مهامه ويتبين مدى عدله وإخلاصه، بوضوح أكثر قبيل فترة الاختبارات وأثناءها، فمن يُعطي طلابه عدة أسئلة تحت مسمى مراجعة ثم تأتي في ورقة الاختبار فقد قصر بأمانته، وبالمثل من يتغاضى عن طالب يغش من زميله أو يستخدم أياً من وسائل الغش المتنوعة والمتجددة، كذلك فإن العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه يفرض على المعلم عدم المحاباة أو البخس أو حتى الزيادة فيما يتعلق بتصحيح الامتحان ومنح الدرجات، وهذا كله يدخل في القسط الذي أمر به رب العباد، إذ من الحيف والظلم أن يتساوى نهاية العام تلميذ مجتهد بآخر مقصر غير مبال بمصيره وتعليمه. أما ثاني هذه الرسائل فنوجهها للطالب الذي نتمنى له التوفيق والنجاح، ولا ريب أن استذكار الدروس أولاً بأول طوال مدة الفصل الدراسي، هو الأسلوب الأمثل لتحقيق نتائج مميزة، وفي ذات الوقت يجعل فترة الاختبارات كغيرها من الأيام، فقط مجرد مراجعة وتثبيت للمعلومات السابقة، الأمر الذي يُشعر الطالب بالاطمئنان والهدوء بعيداً عن الخوف والربكة التي تخيّم على الطالب المتكاسل الذي يتذكر كتبه حين يحل وقت الامتحانات، ويعمل بطاقته القصوى ليفهم ويحفظ كل شيء في ليلة واحدة، بالتأكيد هذا غايته النجاح فقط، حيث إن تحقيق التفوق أمر مستحيل في مثل هذه الحالة. بقيت الرسالة الأخيرة والتي تهم الأسرة التي من مهامها تهيئة الأجواء المناسبة مع التشجيع وعدم التوبيخ، والمتابعة الحكيمة للطالب داخل البيت وخارجه.. هذا وبالله التوفيق.