قرأتُ في بعض الصحف خلال الأسبوعين الماضيين تسمية للأسبوع الأخير من الدراسة، والذي يسبق الاختبارات، وهذه التسمية لم أعهدها من قبل، حيث أطلق عليه -بالبنط العريض- (الأسبوع الميت). هذا الأسبوع أذكره يتفجر حيويةً ونشاطًا، ولم أعهده طيلة مراحل دراستي يعاني من أي أمراض أو مشكلات، ولم أسمع أنه وجد ميتًا في أي مكان من أماكن العلم والتربية التي يتوقع من أهلها أن يكون هذا الأسبوع أهم أسابيع العام الدراسي، أو الفصل الدراسي لما يمكن أن يُقام فيه من برامج وخطط تبدأ بمراجعة الدروس، وتمر بالاستماع إلى استفسارات الطلاب، والإجابة عن أسئلتهم، وتنتهي بتركيز المعلم على القضايا الأكثر أهمية، أو تلك التي يرى -من وجهة نظره- أنها تحتاج إلى مزيد عناية من الشرح والتوضيح والمعالجة والتوجيه. أمّا أن يتحوّل هذا الأسبوع إلى إشاعة روح الفوضى، وتعويد الطلاب على الإهمال، وعدم احترام قيم العمل في الحضور والانضباط، والشعور بالمسؤولية لتجدهم يتجمهرون أمام المدارس، أو ينامون في منازلهم، وحين يسأل الأهل الطالب يقول: إن المناهج الدراسية انتهت الأسبوع الماضي، والمعلم قال لا تحضروا! وحين تدقق معه، ومع غيره تشعر أن هناك تضامنًا سكوتيًّا، وإيحاءات تصدر من هنا وهناك داخل المدارس تحرّض الطلاب على عدم الحضور، وأقلّها أنه لا يوجد دروس، وعدم الاهتمام بموضوع الحضور والغياب، والمعلم يحضر الفصل ولا يدرس الطلاب، وإنما يشغل الوقت فيما لا فائدة فيه من حديث خارج مقررات المادة الدراسية، وهكذا تم غرس عادات وتقاليد التمرد على نظام الدراسة في هذا الأسبوع، وأهدرت قيمة الوقت، وكأن الطلاب يقضون في المدارس فترة عقوبة معينة لينتقلوا إلى الصف التالي، وليس في خطة المدرسة والمعلم أن يستغل كل دقيقة وساعة ويوم في الفصل الدراسي للتربية والتعليم، وتنمية القدرات والمهارات والمعارف للطلاب. ولهذا فإن الذين يتحدثون عن الأسبوع الميت داخل المدارس، ويبثون هذه الثقافة عبر الأجيال ليسوا فقط مسؤولين عن قتل الزمن، وإهداره كثروة لا تعوض، ولكنهم مسؤولون عن قتل روح العلم والعمل في أبنائنا الطلاب، فما موقف وزارة التربية والتعليم من هذا الموضوع يا ترى؟