ما بال أنثانا.. أغمضت عينيها عن رؤية الحقائق..؟ وأصمّت أذنيها عن سماع الناصحين لها الخائفين عليها؟ هل تريد المرأة عندنا أن تتخلى عن تاج أنوثتها؟ وسرّ جمالها وروعة تميزها؟ هذه المرأة التي لطالما أبهرتنا بإبداعاتها.. فتاريخنا الإسلامي يشهد لها بذلك وبكل قوة، فتقريبا نستطيع أن نقول بأنها هي من صنعت التاريخ من خلال غراسها الذي أودعته داخل رجال سطروا أمجادًا مازالت أوربا وأمريكا تحتفي بهم من خلال تدريسها لكتبهم وابتكاراتهم وعلومهم.. شيء يدعو للفخر.. ولكن يبدو أنّ أنثانا ما عاد يطربها ويسعدها أن تكون صانعة الحدث والتاريخ.. بل ربما تريد أن تكون محور الحديث بدلاً من الحدث.. فنراها تريد أن تجرب ما جربته المرأة الغربية.. وهي تعلم تماماً ما تؤول إليه هذه التجربة التي تعاني منها نساء الغرب ونساء غيرنا.. وأعني بذلك قيادة السيارة.. فقد أصبحت القيادة هاجسا لها.. فهي تريد أن تلحق بالركب.. مع أن الركب هو الذي لابد أن يلحق بها, لأنها هي التي تسير على الدرب الصحيح.. تريد الحرية التي لم تصنعها هي.. بل صنعها لها أذيال فولتير وكارل ماركس من حثالة الفكر المستعمر.. فأعداؤنا لم ينجحوا باستعمار بلادنا ولله الحمد.. ولكنهم نجحوا باستعمار عقول بعض من أبنائنا الذين قدموا عقولهم بملء إراداتهم ليضع الغرب فيها تجاربهم الفاشلة.. بحجة التطوير والتقدم الذي هو في حقيقته تدمير وتخلف عن الركب.. فالشخص الذي لا يعتز بمبادئه وفكره ولا يحترم عقيدته، شخص لا تنظر إليه الشعوب المتقدمة، لأنه ببساطة تخلّى عن هويته.. فكيف يحترمونه ويقدمون له ما يرقى به؟! يا أنثانا الغالية.. كم يؤسفني أنكِ بنفسك ترفعين الشعارات الزائفة والتي تسمينها أحلامًا.. فجلّ همك من التقدّم هو قيادة السيارة.. تتحدثين في المجالس عن الحرية الوهمية التي يصورها الإعلام بفتاة تنافس الرجل من أجل الحصول على السيارة وقيادتها بمهارة تفوق مهارة الرجل.. هكذا يصور لنا الإعلام حرية المرأة التي هي في الحقيقة التجارة بالمرأة واعتبارها سلعة.. يا للسخرية. يا أنثانا العزيزة.. والتي نرى فيك الأم والزوجة والأخت والفتاة التي ننشدها في المستقبل لتأخذ أحد هذه الأدوار المهمة أما آن لك أن تتنبهي لما يحاك ويدار من حولك؟!.. يا أنثانا.. أنت مميزة ولا يناسبك إلا رداء الطهر والعفاف والحياء.. فلا تسمحي لأعدائنا أن ينزعوه.