بسرعة البرق أثار خبر « منع قبول أبناء المعلمين والمعلمات في مدارس يعملون فيها « مشاعر المعلمين الأفاضل والمعلمات الفاضلات زاعمين أن ذلك القرار ترك لب معاناتهم واتجه لقشور بديهية كتسجيل الطلاب وقبولهم بالإضافة إلى أنه إيحاء بالتشكيك في الرسالة التربوية التي يؤدونها ويكابدون من أجلها؛ كل ذلك على حد فهمهم وزعمهم؛ ناسين ومتناسين الفوائد الكبيرة والمنافع العظيمة التي سيجنونها من عدم تسجيل أبنائهم في المدارس التي يعملون فيها؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أولا: التقليل من أعداد الطلاب المتكدسين في الفصول الذين يتقاسمون ذرات الأكسجين مع معلميهم؛ وذلك عندما نستغني عن أبناء المعلمين والمعلمات لنحصل على فصول نموذجية بأعداد طلاب مثالية تمكن المعلم من أداء مهمته بشكل أفضل. ثانيا : ضمان بقاء الطفل ليحمل أسم الأسرة في المستقبل خصوصا مع تزايد حوادث الرحيل الجماعي للمعلمين والمعلمات على الطرقات؛ فالطفل سيذهب في طريق مختلف إلى مدرسة مختلفة خلاف الطريق الذي سيسلكه والداه؛ وبذلك نضمن نجاة أحد الطرفين على أقل تقدير. ثالثا: التقليل من الطلب المتزايد والشكاوى المتنامية بين أوساط المعلمين للحصول على مميزات « التأمين الصحي» فالمعروف أن وجود الطالب مع أحد والديه العاملين في المنشأة نفسها يجعل من الوالد معلما وولي أمر في الوقت نفسه؛ مما يحمله عناء السؤال عن ابنه من جهة وعناء التدريس من جهة أخرى؛ وقد يسبب ذلك القلق والارتباك في التعامل مع الطالب عوارض صحية هامة تتدرج بين الحساسية والسكر وارتفاع ضغط الدم. رابعا: إعادة الهيبة لعمليات القبول والتسجيل في المرحلة الابتدائية وتفعيل دور الواسطة المحمودة وزيادة معدلات التواصل بين مدير المدرسة وأعيان المجتمع؛ وبذلك تخطف المدرسة الصغيرة الأضواء من الجامعات والمعاهد والكليات التي أصبح القبول فيها سهلا ميسرا بلا طعم أو لون؛ حتى أن كثيرا من الدارسين فضلوا الابتعاث الخارجي. وفي الختام أقترح إضافة بعض الشروط للتسجيل في مراحل التعليم العام ومنها: • أن يسجل الطالب في مدرسة الحي المجاور أو القرية المجاورة أو ضواحي مدينته أو في المدينة المجاورة إن استطاع؛ وذلك من باب الابتعاث الداخلي وتبادل الثقافات المحلية. • بالنسبة للمدارس المستأجرة والأهلية ينبغي التأكد من صلة مالك العقار بجميع الطلاب المسجلين في الكشوفات درءا للشبهات. • قد لا يكون هناك تشابه أسماء بين المعلم والطالب ولكن قد يكون المعلم «خال» الطالب على سبيل المثال. يجب التيقظ والحذر في مثل هذه الحالات. إنني أقترح أن تكون الأولوية في التسجيل لكل طالب مستقل لا يعرف أحدا ولا أحد يعرفه؛ أو كما يقولون « مقطوع من شجرة « .. فإلى الأمام يا سفينة التربية والتعليم العملاقة... حيث شواطئ العالم الأول!