ما أصعب الأحلام والأماني حين لا تجد مرسى لها، وما أقساها عندما تتكسر على شواطئ الخيبات، فتتلاشى حتى قبل الحلم والأمنية، الزمان واحد وقد يكون المكان واحدًا! ليتقدم فلان الإنسان ويتراجع فلان الإنسان في نفس التو واللحظة!. بين سكون الترقب في موانئ الحياة، وضوضاء الأمل على شطآنها يعبر فلان الإنسان تحت أنفاقها المعتمة يتنفس صَبْرًا ويأكل صَبْرًا ويشرب صبْرًا، وتمر عليه قوافل الأيام محملةً بما لذ وطاب، من أنماطها التي تجبره على التعايش ليعيش، وتكبله بأغلال التأقلم ليتواصل العبء تلو العبء فوق كاهل تلك الأجساد المنهكة التي أتعبها الاصطفاف في طوابير الانتظار.. وظيفة وقرض ينتظران من يُحرِّر أسرهما من التواريخ المؤجلة واللاحقة، وموعد عند طبيب أو عملية تتأجل شهورًا عدة لعدم وجود سريرٍ شاغر في مستشفى حكومي.. مدعومة بميزانية تقدر من كذا.. لكذا!؟! وعليكم الحساب!. هذه الأنماط التي نخشى أن نألفها في حياتنا.. بل ألفناها! وتعايشنا معها حتى اختنقنا غرقًا في قاعها. وتلك المسرحية التي تبدأ فصولها بفلان الإنسان لتنتهي عند فلان الإنسان المستسلم طواعية لها، فلا مخرج من هذا الوضع إلا هذا الوضع!. فلتعلم يا إنسان أنه لن تستقيم أمورك ولن تحصل على وظيفة.. ولن.. ولن.. إلا من خلال الاصطفاف في طوابير التأجيل، وسلم أمرك لله يا فلان الإنسان! مرصد: خربشات قلمي هذه أصوّبها: لديوان الخدمة المدنية، والمؤسسات الخاصة، وبنكي التنمية العقارية والتسليف، والمستشفيات الحكومية.. بالله عليكم أخبرونا بموعد محدد تستقيم فيه أحوالنا معكم؟! [email protected]