رعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس الأول حفل تكريم الأديب الراحل محمد عبده يماني، والذي أقامه نادي جدة الأدبي بحضور عدد كبير من المثقفين المثقفات وأبناء الفقيد الراحل. يأتي هذا التكريم استكمالاً لبرنامج كان النادي الأدبي قد انتهجه في تكريم الرواد في ختامية الموسم الثقافي لموسم هذا العام. في بداية الحفل قال رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني في كلمته: وددت هذا المساء أن يتم هذا اللقاء في قاعة حسن عباس شربتلي، ولكننا لم نتمكن من ذلك، وبإذن الله تعالى ستكون فعاليات النادي المقبلة هناك؛ لكي تسع الحضور حتى وإن لم يتسع لكم هذا المكان، فصدورنا تتسع لكم جميعًا.. أنا خجل هذا المساء أن أتحدث عن قامة وقيمة أكثركم يعرف أكثر مني، والقلة أنا وإياهم نشترك سواء في هذه القامة، إنها محمد عبده يماني -رحمه الله- فهذا الرجل ينبئك حينما تحدّثه أنك المفضل عنده، فتفرح هذه القامة، تعطيك تلك الخصوصية، وهذه القدرة عجيبة من الدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله- استطاع أن يؤدب الإدارة، ويدير الأدب، فهو يملك الكلمة النيّرة التي تحمل وهجًا وصدقًا في خصوصيتها. وبعد هذه الكلمة ألقى ياسرابن الأديب الراحل محمد عبده يماني كلمة الأسرة، وفيها قال: يسعدني ويشرّفني التواجد بينكم في هذه المناسبة العزيزة، وفي هذا المكان العزيز على قلب والدي -رحمه الله- والذي طالما سعى لأن يكون منارة للفكر والأدب، وأنا سعيد بالتواجد بينكم، وبهذا التكريم لذكرى والدي -رحمة الله عليه- وأسأل الله التوفيق للجميع، وأود أن أشكر شكرًا خاصًّا وزير الثقافة والإعلام، ورئيس النادي، والقائمين عليه جميعًا على تكريم الوالد، وأشكر جميع الحضور الذين كان لهم صولات وجولات مع الوالد -رحمه الله-. ثم شاهد معالي وزير الثقافة والإعلام والحضور عرضًا مصوّرًا يتناول حياة ومسيرة الدكتور محمد عبده يماني العلمية، والعملية، والأدبية. تلتها كلمة وزير الثقافة والإعلام، وبعدها قام الوزير بتقديم درع تذكاري عرفانًا وتقديرًا لما قدّمه معالي الدكتور محمد عبده يماني في حياته العملية، والعلمية، والأدبية، والثقافية، تسلّمها نيابة عن أسرة الفقيد ابنه ياسر محمد عبده يماني. ثم استمع الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، والحضور إلى جلسة أدبية عن الراحل أدارها رئيس النادي الأدبي، وتحدّث فيها كل من: الأديب عبدالله فراج الشريف، والدكتور سعود المصيبيح، تناولا خلالها السيرة العلمية والأدبية والثقافية للدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله-. فتناول الشريف مؤلفات الدكتور يماني الدينية، وتحدث عن مجالسه، ومجده، وأخلاقه، وصلته بأقاربه، وتربيته لأولاده، ومواهبه، وقال: أحدّثكم الليلة عن رجل علم، كلكم قد عرفتموه. واخترت أن أتحدّث عنه كإنسان امتلأ قلبه حبًّا لله، ولرسوله، فأقتدى بمَن أحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واحتمل وعورة الطريق فشكر.. علم أن الجنة قد حفّت بالمكاره فعمل لها جهده.. وعلم أن النار حُفّت بالشهوات فحرّمها على نفسه.. ذاك هو فقيد الوطن معالي الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله وأسكنه من الجنان أعلاها.. ارتاد رحمه الله حلقات الدرس صغيرًا في المسجد الحرام، حينما كان جامعًا وجامعة تزدان أروقته وحصباته بكراسٍ لعلماء أجلاّء في كل علم وفن يلتف حولهم من طلاب المعرفة وعشاقها رجال يثنون الركب في حلقاتهم، ويتلقون العلم، ويتنقلون من حلقة إلى أخرى، يعدّدون علومهم، وكان له صحبة ببعض هؤلاء أو جلّهم حتى توفاهم الله.. وظل العمر كله محبًّا للعلم وللعلماء، فكان منهم بعلم اكتسبه منهم، ومن علم اتخذ الطريق الأكاديمي عليه حتى حصل على أعلى الدرجات الدكتوراة، وشاء الله له أن يجمع بين العلمين: العلم الشرعي والعلم الطبيعي الدنيوي، وهذه مؤلفاته شاهدة على ذلك. بعد ذلك توالت المداخلات في ختام ليلة الاحتفاء بالأديب الراحل، والبداية بمداخلة من معالي الدكتور رضا عبيد، ثم أمين عطاس، ورئيس النادي الأدبي بجدة الأسبق عبدالفتاح أبو مدين، وأحمد باديب، وفاطمة محمد عبده يماني، وسلوى أبو مدين، وفوزان الحسن، وقصيدة شعرية لعبد الإله جدع قال في مطلعها: لله بين عباده أخيار بيض السرائر سجّدا أطهار