أكّد عدد من خبراء التنمية على أهمية المسؤولية الاجتماعية وسبل تفعيلها للتنمية، والخدمة التطوعية والتعليم، والتركيز على الخطط التنموية وتكاملها ما بين خطط الجمعيات والخطة التنموية الوطنية وأهداف الألفية للأمم المتحدة، وذلك عبر بناء قدرات وتحسين أداء القطاع غير الربحي. وشهد منتدى «التنمية الاجتماعية»، في يومه الثاني عقد جلسة خاصة للشباب ركزت على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبونه في التنمية الاجتماعية، إضافة إلى إطلاق مبادرتين رائدتين. وعقدت الجلسة الشبابية تحت عنوان «الشباب، شريك استراتيجي في التنمية»، وناقش المتحاورون فيها عدداً من القضايا الهامة منها، كيفية إشراك الشباب في التنمية الاجتماعية، والاستراتيجية الوطنية للشباب، ودور أقنية التواصل الاجتماعية في التنمية، وغيرها من المحاور. وتم في هذا الإطار التحضير المسبق لعدد من المواد الإعلامية التي تم بثها ومناقشتها عبر أقنية التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب، وتويتر. وأطلق المنتدى مبادرتين فاعلتين للنهوض بالفكر والعمل التنموي في المملكة، الأولى عبارة عن اتفاقية تجمع ما بين جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية ومركز أبحاث جامعة كولومبيا في الشرق الأوسط وكلية دار الحكمة للتعاون في تأهيل وتدريب العاملين في القطاع غير الربحي، فيما تمثلت الثانية في إطلاق المكتبة الرقمية للعطاء الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية. وجاءت المبادرة الأولى لتستفيد من تجربة معهد التنمية المستدامة في مركز أبحاث جامعة كولومبيا في الشرق الأوسط في تطبيق منهج التدريب المتكامل للتنمية المستدامة (وهو منهج يجمع بين التدريب العملي الميداني والمفاهيم النظرية في ممارسات التنمية المستدامة لبناء قدرات العاملين في القطاع الغير ربحي). بينما جاءت الشراكة الثلاثية استجابة لتطلعات المنتدى في تفعيل آلية العمل بين أطرافها في تأهيل وتدريب العاملين في القطاع غير الربحي. وتتمحور أهداف المبادرة الثلاثية في إشراك الشريحة المستهدفة من المتدربين في المنتدى لأخذ معلومات عن خلفياتهم واحتياجاتهم وإعلان المبادرة وتسجيل المهتمين، ودراسة البيانات الموجودة عن الاحتياجات التدريبية للقطاع غير الربحي، وحضور عدة دورات في تخصيص المنهج والعمل على تدريب المتدربين والدورات التدريبية قبل الإطلاق الرسمي. كما تهدف إلى العمل على جعل هذه الدورة التأهيلية معتمدة من الجهات الرسمية في المملكة لتصبح شهادة مطلوبة للعاملين في القطاع الغير ربحي. إلى ذلك قالت سهير حسن القرشي، عميدة كلية دار الحكمة، إن جمعية ماجد للتنمية والخدمات الاجتماعية تمثل علامة فارقة في المجال التنموي فهي تعمل جاهدة لتفعيل دور القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية وذلك من خلال استحداث برامج تنموية تساهم في تلبية احتياجات المجتمع». إطلاق المكتبة الرقمية أما المبادرة الثانية فكانت إطلاق المكتبة الرقمية للعطاء الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية، وهي أول مكتبة رقمية من نوعها في العالم تسعى لإتاحة مخزون معرفي عالمي حول العطاء الاجتماعي بكافة أشكاله، ويشمل ذلك الوثائق الأصلية والتقارير ورسوم الجرافيك والتسجيلات الوقفية والتحليلات العلمية في الدول ذات الأغلبية المسلمة والمجتمعات الإسلامية حول العالم. وتقوم المكتبة بتغطية الفترة الممتدة بين 1900 وحتى الوقت الراهن، وتحمل بين طياتها إسهامات قيمة للعطاء الاجتماعي العالمي المعاصر من الدول ذات الأغلبية المسلمة. وتتسم المكتبة بتفهم العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية المختلفة التي يمكن أن تؤثر على ممارسة العطاء الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية حول العالم. وتعد المكتبة مشروعاً مشتركاً بين مركز جون جرهارت للعطاء الاجتماعي والمشاركة المدنية ومركز التميز حول الثقافات العربية والشرق أوسطية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وعلقت شيرين طرابلسي، مديرة المشروع بأن المكتبة الرقمية للعطاء الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية هي أول مكتبة رقمية من نوعها في العالم، فهي تفسح المجال للوصول إلى جميع الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية والقانونية والتاريخية لمفهوم العطاء في العالم الإسلامي عبر أحدث الأدوات الرقمية وسبل التواصل الاجتماعية.»