فاجأني التصريح الأخير للأمين العام لحلف شمال الأطلسي الذي أكد فيه أن الحملة العسكرية للحلف في ليبيا تحقق أهدافها، وأن أيام القذافي باتت معدودة، وكأنني استيقظت على واقع أن هذا الرجل ما زال يحكم ليبيا رغم ثورة الشعب عليه. والواقع أننا لو دققنا النظر في بعض مجتمعاتنا السياسية في الوطن العربي، لوجدناها نسخاً مكررة من بعضها البعض في تفاصيل كثيرة. فلقد ظل العقيد القذافي يدعي بأنه جاء يحمل الحرية للشعب الليبي ويجعل الشعب هو صاحب القرار الأوحد والنهائي. وهكذا هو الحال مع بعض الحكام العرب، يمكن أن نأخذ من كلامهم أسفاراً في القيادة الحكيمة.. حتى إذا ما صدّق الناس وخرجوا للمطالبة بحقوقهم التي يقول بها الحاكم اكتشفوا حجم الزيف الذي يعيشون فيه. وبينما تتصاعد الضغوط الدولية على القذافي وآخرها تأكيد حليفه الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أنه لم يعد للقذافي الحق في البقاء في ليبيا، فإن الرجل يؤكد أنه «دفع ثمن بقائه في ليبيا». لذا، سيظل القذافي مثلا أكبر للخيال الجانح لفرد كذب كذبة وصدّقها رغم أن الجميع حوله يعرف أنه كذاب؟! ولا تفارقني صور شتي خرج فيها الرجل إلى شعبه؛ حيناً من خلف قلعة عالية، وأخرى في بيت مهدم، وثالثة من خلف مقود «توك توك» حاملاً مظلّة في يده.. وكلها صور هزلية مُضحكة تجعلنا نصدّق من يقول بأن الرجل شخصية غير سويّة.. لكن إذا اعتبرنا القذافي «شخصية مضطربة»، وفق تحليل بعض علماء النفس، فماذا نقول عن أمثاله في بعض وطننا العربي..؟! [email protected]