في ليلة شعر غمرها الدفء والإنصات لشاعر فريد الملامح غلب على شعره التوقد والإبداع وصال وجال بقصائد متأججة بالحلم تارة وبالحزن والعاطفة تارة أخرى فلم تخطئ كلماته، وهو يترنم بعذوبتها على منصة الشعر اعتلاها في نادي المدينة الأدبي يوم الأحد الماضي، فكان الشاعر المصري أيمن محمد صادق شاعر الأمسية يترجل من قصيدة إلى أخرى بإلقائه الجميل. قدم الشاعر صادق قصائد فصيحة من دواوينه: «سمريات» و «سمر وحلم النورس» و»الموت على قارعة النشيد» و»من نشيد الإنشاد»، وبعض القصائد الجديدة مثل: أرق، وتساؤل، علميني الموت، والدرويش، وعلى باب الأمير، وهل تبيض الديوك في مدريد، وشيعيه بالغناء، وطليقًا كيف أرسمه، ومقاطع من أغنية البجعة. ولكن إغفال الشاعر عن إلقاء قصائد عن الثورة المصرية أثار تساؤل الحضور؛ حيث استغرب بعضهم في مداخلاتهم تواري الشاعر عن التلميح أو التصريح لأحداث مصر مع الثورة، ولم ينكر الشاعر عليهم صخب الثورة ولهاث الثوار وأمنياتهم في الحياة الكريمة، وقال: أنا أحمل بين أوراقي العديد من القصائد النارية عن الثورة، ولكنني تعمدت أن أطوي صفحاتها قليلًا من الوقت، وأعيش معكم نكهة مختلفة في أجواء روحانية المدينةالمنورة، وإلا فالثورة باقية ما بقيت العتمة. من القصائد التي قدمها الشاعر المصري أيمن محمد صادق، قصيدة «شيعيه بالغناء» وجاء في مطلعها: لم يعد يصلح قلبي.. لسوى الموت الجميلْ فأغنمي.. ما قد تبقَّى من أغانٍ وأغنمي.. ما قد تبقَّى من صهيلْ وقال في قصيدته «مقاطع من أغنية البجعة»: تُرى.. هل ضحكتَ قبيل الرحيل؟! وهل كفَّنوك بغير الغناءْ؟! وكيف امتطيتَ حصانَ المسافةِ يركضَ بالعمر للانتهاءْ فيسبق خطوَ السنين اللواتي تسكَّع فيها عقيمُ الرجاءْ