برغم أن الندوة التي أقامتها لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر مؤخرًا جاءت تحت عنوان “التسامح”؛ إلا أن الدكتور عاطف العراقي أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة وجد الفرصة سانحة لشن هجومه على مكتبة الإسكندرية، في سياق قوله: مكتبة الإسكندرية الشهيرة عالميًّا بأنّها منبع الثقافة ليس لها أي صلة بالثقافة، وأن ما يثار حولها ما هو إلا دعاية إعلامية فقط للترويج لها سياحيًّا، فهي أبعد ما تكون عن الثقافة إذا تمت مقارنتها بمكتبة دير دومينيكان بالعباسية بالقاهرة لاحتوائها على تراث ثقافي ضخم لا يتواجد بأي مكان في العالم، ولا يوجد لها مثيل الآن خاصة بعد أن تم تجديدها. وكانت الندوة قد شهدت مشاركة الدكتور عدلي أنيس أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب جامعة القاهرة الذي أشار إلى أن تراجع دور الأزهر وارتفاع نسبة الجهل خلق بيئة غير صالحة للصراعات الفكرية بالإضافة إلى الفقر والقهر والإحساس بالظلم وسوء توزيع السكان والضغوط الاقتصادية أدت إلى الحالة التي وصل إليها المجتمع المصري الآن. فيما طالبت الدكتورة عايدة نصيفالأستاذة بآداب القاهرة بضرورة تطبيق التسامح بصورة عملية في المجتمع المصري من خلال التوعية الثقافية وتطوير مناهج التعليم وتفعيل دور العبادة ودور رجال الدين وتغيير الذهنية المصرية التى تكونت على مدى أربعين عاما مما نتج عنها عقلية متعصبة وجسدًا فاسدًا وذلك لأن النكبة تزداد عمقًا بين المثقفين ولهذا لابد من وضع إيديولوجية مشتركة للتحاور بين الإسلام والآخر. كما شاركت في الندوة الدكتورة زينب الخضيرى أستاذة الفلسفة بآداب القاهرة وتناولت في حديثها التسامح كفكرة جوهرية فى جميع الأديان.