قدر الخبراء عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة العام الماضى بنحو 9,8 ملايين مستخدم، بينهم نحو 1,7 مليون يستخدمون الإنترنت لأغراض التسوق من المواقع والمحلات التجارية العالمية بقيمة بلغت 2,2 مليارريال. وفى الآونة الأخيرة عبر عدد من المواطنين أنهم يفضلون الشراء من الأسواق الإلكترونية بدلاً من الأسواق المحلية خاصة عند شراء الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف النقالة والكمبيوتر والكاميرات والشاشات الرقمية وغيرها من الأجهزة الحديثة. ويلجأ البعض للشراء من خلال الانترنت بدعوى ان المواصفات والموديلات تكون اكثر جودة واقل سعرًا من تلك المتوافرة في السوق المحلي. كما أن الإنترنت -على حد قولهم- أكثر سهولة ويسرًا وتوفيرًا للوقت والجهد، ويسمح باستعراض العديد من الماركات والأنواع عبر مختلف المواقع ويجد المشتري فيه متعته بالتنقل بين المنتجات المعروضة فى أى وقت من الليل اوالنهار وهو في منزله دون الحاجة للخروج للتجول والتنقل بين متجر وآخر بحثًا عن سلعة معينة. توفر الجهد كشف المواطن ماجد القحطاني من ذوى الاحتياجات الخاصة وأحد الذين يفضلون الشراء من الأسواق الإلكترونية أن التسوق الإلكتروني عوضه عن التسوق التقليدي لأنه لا يستطيع المشي بسبب حادثة أقعدته في المنزل. كما أن المتسوق الإلكتروني يجد أمامه الكثير من الخيارات عند شرائه للمنتج الذي يريده فيستطيع أن يشتريه جديدًا أو بإمكانه -إذا لم يتوفر لديه القيمة المطلوبة- أن يشتريه مستعملاً من متسوق آخر، إذ إن بعض المواقع تتيح فرصة عرض بضائع المتسوقين المستعملة لديها. وقال: ميزة هذه الأسواق إنها توفر الجهد الوقت وتعرض الكثير من المنتجات قبل نزولها إلى الأسواق المحلية بشهور خاصة وأن هناك من يستخدم هذه الأسواق لاستيراد بعض البضائع ليبيعها في محله التجاري. ويوضح أن اكثر ما يقلقه هو متابعة السلعة بعد مرحلة الدفع وحتى وصولها إليه إذ إنه يتخوف من أن يكون ضحية لأحد عمليات الاحتيال أوالنصب من بعض المواقع التي لا يوجد لديها مصداقية أو شهادات أمان معترف بها. وينصح القحطاني أي مشترٍ أن يأخذ حذره من التسوق في المواقع العشوائية وأن يتاكد من سياسيات التوصيل والشحن والإعادة الخاصة بها قبل الاقدام على عملية الشراء. وأشار إلى أن هناك مواقع أجنبية وعربية معروفة وموثوق بها ومتخصصة في هذا المجال ولا تخفى عن أحد وتوفر للمتسوّق كل ما يحتاجه بيسر وأمان. وإذا كانت هذه هى حجج ومبررات بعض من يفضلون التسوق عبر الانترنت فما هو رأي الخبراء ومسؤولي الشركات فى هذه الظاهرة التى بدأت تنتشر بقوة فى المجتمع وخاصة بين فئة الشباب.. وهل هذا الاتجاه يمثل تهديدًا مباشرًا للتجارة التقليدية فى المستقبل القريب.. وما هو المطلوب من التجارة لمواجهة هذا التحدي؟؟! مجال لعمل المراة يرى الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله دحلان أن التجارة الإلكترونية في الدول النامية تحتاج إلى نشر ثقافة التبادل الإلكتروني بين مستخدمي الإنترنت لإنعاش هذا النوع من التجارة لما فيها من إسهامات في تخفيض نسبة التكلفة على المستهلك بنسبة تصل إلى 20% أقل من الأسواق التقليدية. ويقول: إن معظم عمليات البيع والشراء التي تتم من خلال الأسواق الإلكترونية فى المملكة هذه الفترة ماهي إلاّ من باب الرفاهية والبرستيج وليست لها قوانين مختصة بهذا الشأن ويجب بناء أنظمة رقابية تتميز بالسرعة والدقة لتنظيم هذه العمليات لحماية المستهلك من المخالفات والاحتيالات التجارية التي تتم تحت غطاء الأسواق الإلكترونية. ويشير الى إنه يجب أن يكون للمرأة الدور الكبير في هذا المجال إذ إنها المستفيد الأكبر في حالة تقنين هذه التجارة في المملكة خصوصًا وانها تستطيع إيجاد مجال إضافي لعمل تجاري نسائي يناسب وضعها الاجتماعي ويوافق التقدم الحضاري في نفس الوقت. ويكشف المهندس أيمن محمد فقيه العضو المنتدب لشركة تطوير العالمية للبرمجيات أن إجمالي حجم التجارة الإلكترونية في العام 2010م بلغ 2,2 مليار ريال سعودي، منها مليار ريال صرفت عن طريق بطاقات الائتمان و 1,2 مليار صرفت عن طريق الحوالات البنكية أو الدفع عند التوصيل. ويؤكد عباس صفدية مديرعام أحد مواقع البيع الإلكتروني أن عدد مستخدمي الإنترنت عام 2010م في المملكة وصل إلى حوالى 9,8 ملايين مستخدم، وهؤلاء يشكلون نسبة 38% من عدد السكان الكلي، بينهم نسبة 18% يستخدمون الإنترنت لأغراض التجارة والتداول الإلكتروني أي أكثر من 1,7 مليون مستخدم لهذا الغرض.