لم تكن اللحظات الطويلة التي قضاها المشرف على معتقلي جوانتانامو والمجند والعضو السابق في الجيش الأمريكي (مصطفى عبدالله)، واحتكاكه بالمسلمين السجناء في ذلك المعتقل ورؤيته لهم وهم ينكبون على مصلاهم، ويتلون القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، سوى منطلق حقيقي في تغيير مسار حياته ودخوله راغبا في الدين الإسلامي عن قناعة وإيمان، فكانت تلك الرحلة الإيمانية الأولى التي قصد بها بيت الله الحرام لأداء العمرة والطواف بالبيت العتيق، وزيارة مصنع الكسوة بمكة المكرمة. هكذا هي حياة تيري هولد بروكس سابقا (مصطفى عبدالله) حاليا، الذي عبر ل “المدينة” عن سعادته الغامرة، وشعوره العظيم وهو يرى الكعبة المشرفة أمامه لأول مرة ليقف مندهشا من الروحانية والبركة التي تحوط بيت الله الحرام، والحالة التي عليها الطائفون بالكعبة والراكعون المصلون في أرجاء الحرم المكي الشريف. ملكت الحرية وافتقدت السعادة يقول مصطفى عبدالله: كانت حياتي من عدم فلا دين أعتنقه على الرغم من ديانة أسرتي النصرانية، وكنت أبحث عن السعادة والحرية فملكنا الحرية وافتقدت السعادة التي تنشدها الإنسانية جمعاء، وتعجبت من حال السجناء المسلمين في المعتقل الذين ملكوا السعادة وافتقدوا الحرية، فأخذت أراقبهم وهم يؤدون صلاتهم ويتلون كتابهم بفرحة غامرة ومشاعر سرور جياشة، وتحدثت معهم عن هذا السر الذي افتقدناه، فدخلت بأسباب هذه الحال إلى الدين الإسلامي الحنيف سرا، على يد السجناء، فسموني “مصطفى”، واستمررت في إخفاء ديني الجديد حتى تركت التجنيد والإشراف على سجن المعتقلين، وأعلنت إسلامي في عام 2009م، وأصبحت منذ تلك السنة داعيا إلى الله تعالى ألقى المحاضرات والدروس خصوصا في الجامعات. أنواع التعذيب وعن أنواع التعذيب التي لحقت بالسجناء في جوانتانامو والتي أشرف بنفسه عليها في تعذيب أولئك المعتقلين اكتفى مصطفى بالقول: هي شتى ممارسات التعذيب وتحدثت عنها وسائل الإعلام العالمية المختلفة، مشيرا الى أنه على الرغم من تلك الممارسات التعذيبية كنت أشاهد تعلقهم بالله وحده ولجوئهم إليه سبحانه، مشيرًا أن أصعب موقف لاحظته على السجناء محاولات الرفض المتكررة منهم أثناء استدعاء الجنود التحقيق معهم. وأكد أن تلك الممارسات الوحشية والقمعية قادته إلى أن يدعو إلى حقوق الإنسان والدفاع عنها في شتى المجالات، والاهتمام بشؤونها بعد أن أثرت فيه نفسيا. في مخيلتهم وحوش ولفت بأن الأمريكان يصورون للناس خصوصا الجنود منهم بأن المسلمين وحوش يجب قتلهم، وليسوا من جنس البشر، محطين من قدرهم، وتراهم يتعمدون بالذهاب بأولئك الجنود إلى موقع أحداث 11 سبتمبر ليرونهم ماذا فعل المسلمون بأهلهم وأقاربهم هناك، محذرين من الرأفة بهم أو إعطائهم أي حق من حقوق الإنسانية، متطرقا إلى المعاناة التي يجدها من الجنود الأمريكيين في جوانتانامو حين التوجه إليهم لدعوتهم إلى الإسلام، معربا عن أمله للسماح له بدعوتهم، مشيرا الى أنه قد خاطب الإدارة الأمريكية قبل أسبوعين للسماح له بدعوة أولئك الجنود، ولم يتلق حتى اللحظة أي رد من الحكومة الأمريكية بهذا الشأن. المؤسسة الكندية وحول كيفية مجيئه إلى السعودية وأداء نسك العمرة والطواف بالكعبة المشرفة وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاد بأن الدور يعود بعد الله إلى المؤسسة الكندية بالتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لحضور هذه الزيارة والمناسبة الغالية في حياته. كتاب عن المعتقلين وعن مشروعه القادم الذي يعتزم تنفيذه أشار إلى أنه يعكف حاليا على تأليف كتاب يصور حياة المعتقلين وتجربته معهم في سجن جوانتانامو سيصدر قريبا، مشيرا الى أنه لم يضع له عنوانا محددا حتى هذه اللحظة. ثناء على حكومة المملكة وأثنى مصطفى عبدالله على الدور الكبير الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الحرمين الشريفين المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وفي المشاعر المقدسة، وما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تطويرها والسعي في خدماتها وتوسعاتها وفي المجالات الحياتية الأخرى خصوصا ما يهم المسلمين، مكررا عن تعبيره بتأثره البالغ بهذه الزيارة المباركة للمملكة العربية السعودية ولا سيما بعد مقابلة بعض أئمة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة. “المدينة” رافقته وكانت “المدينة” قد رافقت مصطفى عبدالله له بعد تأديته للعمرة والطواف بالبيت الحرام، وتجوله في أرجاء مصنع كسوة الكعبة، واستقبله مدير مكتب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المشرف العام على مصنع كسوة الكعبة محمد بن عبدالكريم القويفلي.