عندما يلتقي مانشستر يونايتد مع برشلونة اليوم في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ستكون المباراة الرابعة بين الفريقين في غضون ما يزيد قليلا على ثلاث سنوات. والتقى الفريقان في المباراة النهائية للبطولة عام 2009 وفاز برشلونة 2/صفر وذلك بعد عام واحد من المواجهة بين الفريقين في الدور قبل النهائي للبطولة نفسها في موسم 2007/2008 والتي تعادل فيها الفريقان سلبيا في برشلونة قبل فوز مانشستر يونايتد 1/صفر على ملعبه باستاد “أولد ترافورد” إيابا. وبذلك، شهدت المباريات الثلاث السابقة بين الفريقين ثلاثة أهداف فحسب وهو ما يختلف كثيرا عن المواجهتين الأخيرتين السابقتين بين برشلونة ومانشستر يونايتد في دوري الأبطال حيث سبق لهما أن التقيا في الدور الأول (دور المجموعات) للبطولة في موسم 1998/1999 وانتهت المباراتان بالتعادل 3/3. ومنذ ذلك الحين، لجأ كل من الفريقين إلى تغيير أسلوبه وخططه في المباريات حيث ترك مانشستر خطة اللعب 4/4/2 جانبا بعدما تسببت في بعض الأحيان في تعريض مرماه لخطورة بالغة أمام الهجمات المرتدة السريعة لمنافسيه وفي المقابل، لجأ برشلونة إلى سياسة امتلاك الكرة والاستحواذ عليها بشكل أساسي وهو ما وصفه المدرب الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني لأرسنال الإنجليزي في وقت سابق من الموسم المنقضي بأنه يؤدي إلى “السيطرة العقيمة”. وظهرت هذه القدرة على الاحتفاظ بالكرة والسيطرة على مجريات اللعب دون ترجمة هذه السيطرة بالضرورة إلى أهداف خلال المباراة النهائية لدوري الأبطال قبل عامين حيث تقدم برشلونة على مانشستر يونايتد بهدف مبكر سجله المهاجم الكاميروني صامويل إيتو بعد عشر دقائق فقط من بداية المباراة وسيطر برشلونة بشكل شبه تام على مجريات اللعب في المباراة ولكنه أنهى اللقاء فائزا 2/صفر فحسب وكانت المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين في المربع الذهبي للبطولة موسم 2007/2008 هي نقطة التحول في مانشستر يونايتد حيث كانت شاهدا على السلبية التامة في أداء الفريق ورغم وجود كل من أوين هارجريفز في مركز الظهير الأيمن والبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني كارلوس تيفيز في خط وسط الفريق خلف رأس الحربة الخطير واين روني ، فشل الفريق في هز شباك برشلونة ولم تظهر فعالية الأرجنتيني ليونيل ميسي ، الذي لعب في الناحية اليمنى خلال هذه الفترة ، ولذلك استبدل اللاعب في الدقيقة 62 من المباراة وبعد ذلك ، انتقل ميسي للعب بشكل أكبر في العمق ليساعد بشكل أكبر في القوة الهجومية للفريق ولم تصبح رقابته مسؤولية المدافع الفرنسي باتريس إيفرا وإنما من مهام قلبي الدفاع وخلال مباراة الإياب على استاد “أولد ترافورد” بمانشستر ، والتي حقق فيها مانشستر الفوز بهدف نظيف سجله بول سكولز في الدقيقة 14 من اللقاء ، بذل الكوري الجنوبي بارك جي سونج جهدا كبيرا لإيقاف الإيطالي جانلوكا زامبروتا ظهير أيمن برشلونة وينتظر أن يلعب بارك جي سونج دورا مماثلا في مباراة الفريقين اليوم رغم ما يشكله البرازيلي داني ألفيش من خطورة وضغط أكثر مما كان عليه زامبروتا قبل رحيله من برشلونة وفي المباراة النهائية للبطولة عام 2009 ، كان مانشستر يونايتد هو الأفضل في الدقائق العشر الأولى وأهدر بارك جي سونج فرصة ذهبية للتسجيل قبل أن يتيح الدفاع المتهاون لمانشستر يونايتد الفرصة أمام إيتو لتسجيل هدف التقدم لبرشلونة وتراجع أداء مايكل كاريك وأندرسون نجمي مانشستر لينهار خط وسط الفريق الإنجليزي بعد هدف إيتو. ووضح أن الفريق يفتقد جهود نجمه الويلزي المخضرم رايان جيجز لأنه لم يكن ليسمح بهذا الاستسلام لو كان شريكا لكاريك في خطط الوسط وربما يكون من الأفضل الآن الدفع باللاعب دارين فليتشر الذي غاب عن صفوف مانشستر في نهائي 2009 بسبب الإيقاف. ويستطيع فليتشر أن يمنح لمانشستر مزيدا من التألق في خط الوسط بينما تعني عدم مشاركته زيادة العبء على روني الذي يقود هجوم الفريق. وينتظر أن يتولى روني مهمة الإزعاج الدائم لسيرخيو بوسكيتس نجم دفاع برشلونة. وخسر مانشستر أمام برشلونة بسهولة قبل عامين ولكنه أصبح الآن أكثر تماسكا.