علمت «المدينة» من مصادر قضائية انه من المتوقع أن تتم محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك امام محكمة جنايات «الإسماعيلية» «90 كم شمال القاهرة» لدواعي أمنية، مشيراً إلى أن مستشفى شرم الشيخ الذي يقيم فيه مبارك حالياً للعلاج يتبع منطقة الطور، نافياً ما تردد عن إمكانية نقل هيئة المحكمة إلى المستشفى حتى في أسوأ الأحوال. ونقلت مصادر صحفية عن تحقيقات اجريت مع عمر سليمان نائب الرئيس المصري السابق حسني مبارك ورئيس المخابرات السابق قوله: إن مبارك كان قد كلف القوات المسلحة والمخابرات العامة بمتابعة المظاهرات وموقف المتظاهرين وأنه كان يتلقى التقارير «كل ساعة» من حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وينقلها فورا إليه وكانت تتضمن كل عمليات إطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين في محاولة لإفشال الثورة ، «ولم يعترض الرئيس السابق مطلقا على إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين». وأضاف عمر سليمان: إن مبارك كان لديه «علم كامل بكل رصاصة أطلقت على المتظاهرين وبأعداد كل من سقط، سواء شهيدا أو جريحا وحتى الشهداء من الأطفال وبكل التحركات العنيفة لوزارة الداخلية في التصدي للمتظاهرين ودهسهم بالسيارات ومحاولات تفريقهم بالقوة، ولم يأمر مبارك على الإطلاق برفض هذه الممارسات العنيفة أو إطلاق الرصاص الحي ، ما يؤكد موافقته الكاملة على هذه الإجراءات واشتراكه فيها». من جهتها قالت المصادر القضائية تعليقا على محاكمة مبارك في المستشفى: إنه لم يحدث في تاريخ القضاء المصري أن انتقلت المحكمة لمحاكمة أي شخص في المستشفى، بل دورها يقتصر أن تحيل المتهم المريض إلى المستشفى للعلاج، وتنظر محاكمته حتى مثوله للشفاء، على عكس النيابة العامة التي تجري التحقيقات قبل المحاكمة، وقالت المصادر: إن محكمة الاستئناف سوف تحدد المحكمة التي سوف يحاكم فيها مبارك، ومن المتوقع أن يتم تحديد ميعاد المحاكمة خلال شهر يونيو المقبل. ورفضت لجنة الحريات بنقابة المحامين المصرية أن تكون محاكمة مبارك مغلقة، مطالبين بعلانيتها، وأضاف محمد الدماطي رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين: إن القانون حدد ثلاث جهات لمحاكمة المتهمين، الأولى التي وقعت فيها الجريمة، والثانية التي يضبط في دائرتها المتهم، والثالثة التي يقيم بها المتهم، وقال: إن مبارك من المتوقع أن تتم محاكمته في محكمة جنايات الإسماعيلية حيث يتبع المستشفى الذي يقيم فيه تلك الدائرة، ومعه نجليه وصديقهما الهارب حسين سالم، بعد أن تم إخطارهما على المكان الذي يقيمان فيه. وكان اللواء محمد الخطيب مدير أمن جنوبسيناء قد قال لوسائل الإعلام بأنه لم يتلق أي إخطارات تفيد نقل الرئيس السابق «مبارك» من مستشفى شرم الشيخ، وأنه لا توجد إجراءات لنقله حالياً، والقوات المتواجدة أمام مستشفى شرم الشيخ كما هي منذ دخول الرئيس السابق المستشفى، كما تم من قبل إقلاع أحد طائرات الهليكوبتر التي كانت متواجدة منذ فترة لاحتمال نقله.