قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء في كلمة له بمناسبة انعقاد مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي: لقد كرم الله سبحانه هذه الأمة المحمدية، وفضلها عن سائر الأمم، واختصها ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أفضل رسله وخاتمهم، ليبلغ دينه، وليبين بسنته للناس ما نزل إليهم في كتابه العزيز. وقال إن السنة النبوية المطهرة لها أهمية عظيمة، ومنزلة كبيرة في الشريعة الإسلامية، فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، ولذلك اعتنى بها السلف الصالح عناية فائقة، فنقلوها على الوجه الصحيح كما سمعوها بأمانة، ونزاهة، وإخلاص لله سبحانه، وحرص على حفظ دينه منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم جيلا بعد جيل إلى وقتنا الحاضر، وقد بذل أئمة الإسلام وجهابذة العلماء جهودا عظيمة في حفظ السنة، وتدوينها، ورعايتها، وتنقيحها، وحمايتها من التحريف، والتبديل، ووقفوا سدا منيعا في وجوه أعداء الإسلام، والعابثين قديماً، وحديثاً، وهذا من فضل الله ومنته، ورحمته بعباده أن سخر لهذا الدين من ينتصر له، ويحفظ أصوله، قال الله تعالى: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ( الحجر: 9). ومن أهم وسائل حفظ السنة الترغيب والتشجيع في حفظ الأحاديث النبوية الشريفة صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، وحفظها، وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)) الحديث أخرجه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجة. ومن أبرز ما يذكر في هذا الشأن فيشكر (( مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي))، فهي بحق امتداد لما كان عليه السلف الصالح، وولاة هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها من عناية، ورعاية، وتعظيم للسنة النبوية المطهرة، والعمل بها، بل هي من المسابقات المتميزة، الهامة، النافعة ويأتي تميزها وأهميتها من حيث اختصاصها بحفظ السنة النبوية المطهرة في وقت كثر فيه الإعراض عنها، والاعتراض عليها، وإنكارها من قبل أعداء الإسلام، وأهل البدع، وبعض الجهلة، وغيرهم، وقل أن يوجد ما يماثلها في مجالاتها، وتخصصها، ولا شك أن حفظ السنة النبوية المطهرة من أجل الطاعات، وأفضل القربات، وأعظم المطالب، وأسنى المراتب. ولقد حققت هذه المسابقة بحمد الله وتوفيقه، ومنته أهدافاً سامية، وآثاراً طيبة على الفرد والمجتمع لاسيما المتسابقين وذلك لأن حفظ الأحاديث النبوية المطهرة من أسباب تعلمها، والعمل بها، وغرس محبتها في قلوبهم، والتحلي بما تحث عليه من أخلاق حسنة، ومثل عليا، وتطبيقها تطبيقاً عملياً، وسلوكيا مما يكون له أبلغ الأثر في تنشئة شبابنا تنشئة إسلامية مبنية على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا من أهم أسباب سلامة معتقداتهم من كل بدعة وتهذيب أخلاقهم من كل رذيلة، وتحصينهم ضد المبادئ الفاسدة، والأفكار الهدامة، والانحرافات الفكرية، وعصمتهم بإذن الله من الوقوع في مزالق الشهوات، وضلالات الشبهات، ومكائد، الأعداء وبذلك تكون هذه المسابقة المباركة أسهمت مساهمة فعالة في استقامتهم ظاهراً وباطناً. فجزى الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود خير الجزاء وأوفره على خدمته للسنة المطهرة، ورعايته لهذه المسابقة المباركة، وتبنيه لها، ودعمها مادياً، ومعنوياً، وبذله لها بسخاء ضاعف الله له الأجر والثواب، وجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لقائه، وأعلى منزلته في الدنيا والآخرة، وبارك له في عمله وعمره، وماله، وخلف عليه خيراً مما أنفق.