أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة ناس القابضية سليمان الحمدان أن صناعة الطيران في المملكة مهددة بإفلاس الشركات الوطنية العاملة في هذا المجال بسبب سياسة المعاملة التي تجدها هذه الشركات. وقال الحمدان ل "المدينة" : إن طيران ناس تعرض طوال السنوات الثلاث الماضية لخسائر كبيرة تجاوزت حتى الان اكثر من 800 مليون ريال في المقابل ان رأسمال الشركة يبلغ 1.5 مليار ريال، مشيرا الى ان الشركة "مساهمة مغلقة" اضطر الشركاء الى الإلتزام بتغطية هذه الخسائر ايماناً منهم بمستقبل هذه الصناعة في المملكة العربية السعودية التي تعتبر الطيران وسيلة النقل المفضلة للتنقل بين مناطقها بسبب بعد المسافة بين هذه المناطق. وأوضح الحمدان ان معاملة شركته (التي بقيت الوحيدة المملوكة للقطاع الخاص تسير رحلاتها بعد افلاس وتوقف طيران سما)، اوضح ان شركته تعامل بخلاف المعاملة التي تجدها جميع وسائل النقل الأخرى من حيث قيمة الوقود الذي تحصل عليه، مشيراً في هذا الصدد الى ان الخطوط السعودية (المملوكة للدولة) تحصل على الوقود بسعر يقل عما تحصل عليه ناس بأكثر من 150 في المائة، وكذلك النقل البحري يحصل على سعر خاص للوقود وايضا سعر بيع وقود السيارات في السعودية يعتبر اقل بكثير عن السعر الذي تحصل به ناس على وقود طائراتها. ولم يكتف الحمدان بذلك، بل أكد ان المطلب الوحيد لدى "ناس" وهي شركة الطيران الوطنية الوحيدة المملوكة للقطاع الخاص لكي تستمر بتقديم خدماتها بشكل منتظم وبدون خسائر ان تعامل بنفس المعاملة التي تعامل بها الخطوط السعودية من حيث سعر الوقود الذي تحصل عليه او ان يتم فتح حرية تسعير تذاكر الطيران الداخلي بشكل يخدم الشركات جميعاً، او ان تقوم الدولة بدعم النقل الداخلي بما يحقق الاستقرار لشركات الطيران المحلية. وأنتقد الحمدان بعض المطالبات باستقطاب شركات طيران خارجية للنقل الجوي الداخلي مؤكداً على ان هذا الأمر ليس حلاً للمشكلة القائمة للطيران الداخلي خاصة وان هيئة الطيران المدني قامت من خلال شركة عالمية بدراسة حلول جذرية للصعوبات التي تواجه شركات الطيران المحلية ورفعت بنتائج هذه الدراسة الى الجهات العليا والتي لاتزال تدرسها ولم تتخذ فيها قرارا يخدم المصلحة الوطنية حتى الان، مؤكداً ان طيران "ناس" قام بتخفيض التكاليف بشكل كبير جداً حتى وصلت الى مرحلة قصوى لايمكن بعد ذلك التخفيض لأنها الحد الأدنى لضمان السلامة والجودة للمسافرين وهذا ما لايمكن المساس به. وقال الحمدان : إن طيران "ناس" لجأت الى تسيير رحلات الى بعض المحطات الخارجية في المنطقة رغبة في تحقيق ربح للاسف حتى الان لاتستفيد منه الشركة بسبب الخسائر التي تجنيها من تسيير رحلاتها الى المحطات المحلية وعلى الرغم من ذلك لاتزال خسائر هذه المحطات تستنزف الشركة ونشاطاتها. وأضاف الحمدان: " السوق السعودي بحاجة إلى مزيد من الشركات ولكن قبل أن يتم التصريح لهذه الشركات ينبغي وضع الأسس الصحيحة والكفيلة بحماية هذه الصناعة ونجاحها ونجاح الشركات الوطنية التي تعمل فيها أو أن تغلق السوق". وعبّر الحمدان عن أمله في ان تكون هيئة الطيران المدني برئيسها الجديد الدكتور فيصل الصقير أكثر تفهماً ووعياً لخطورة هذا الأمر، مشيرا انه متفائل بمستقبل هذه صناعة الطيران في المملكة وقدرة الشباب السعودي على النهوض بهذه الصناعة بما يخدم المجتمع السعودي والوطن.