ما زالت فصول ارتفاع سعر الأسمنت وعدم استقراره في الأسواق متواصلة حتى باتت تمثل لغزا حائرا بين المصانع التى تلقى بالمسؤولية على الموزع وتتهمه بأنه السبب فى ارتفاع الاسعار .. وبين الموزع الذى يتّهم المصانع بأنها السبب فهى تؤخر تحميل الشاحنات بالاسمنت لمدة تصل الى 10 ايام !! ويضطر سائقو الشاحنات الى المبيت امام بوابة المصنع .. طوال هذه المدة حتى يتم تحميله و هذا بالطبع يؤدى الى حدوث خسائر كبيرة يتحمّلها الموزع لان سائق الشاحنة يحمّل الموزع فترة بقائه أمام المصنع وبالتالى يكون الموزّع مضطرا الى رفع سعر كيس الاسمنت لتعويض هذه الخسائر.! ورغم البيانات الرسمية الأخيرة لشركات الأسمنت بعدم وجود مشكلة في خطوط إنتاجها إلا أن مشكلة شح الأسمنت في السوق واضحة ويعاني منها الجميع والتناقضات تطرح الكثير من الاستفسارات .. فكيف أن السوق لا يوجد به أسمنت وشركات الأسمنت يخرج منها ما يزيد عن 200 شاحنة يوميا معبأة وتوجد مئات الشاحنات في الانتظار بالقرب من المصنع تنتظر دورها في تحميل الأسمنت. وكشفت مصادر ل “المدينة” أن مصنع الأسمنت بينبع يخرج منه يوميا ما يزيد عن 210 شاحنات محملة بالأسمنت وعن الشاحنات التي بالقرب من المصنع فهي في قوائم انتظار كي يتم تحميلها وخطوط الإنتاج تعمل بشكل طبيعي. وذكر مصدر بتجارة ينبع رفض ذكر اسمه ان مراقبة الاسعار مستمرة بشكل يومي ونستقبل بلاغات المواطنين حول ارتفاع الاسعار فيما أكد ان الاسمنت سعره متقلب وهذا راجع كما يقول - للعرض والطلب مشددا على ان فرع التجارة يقوم - عند ورود أى بلاغ عن وجود مبالغة في سعر بيع كيس الاسمنت او اي مادة أخرى بالتأكد من صحة البلاغ والتدقيق فيه عن طريق فواتير الشراء لنعرف هامش الربح مقارنة بالسوق وبعدها يتم اتخاذ الاجراء المناسب حسب الانظمة ضد المخالف . طول الانتظار ويقول أحد أصحاب الشاحنات التي تبيع الأسمنت بينبع قبل أن تسألني عن ارتفاع أسعار الأسمنت أريد ان أبين لك عدة أمور أولها ارتفاع سعر كيس الأسمنت عند شرائنا له من 11 ريالا إلى 12.5 ريال، وثانيا فترة الانتظار حتى تتمكن من الحصول على حمولتك وحصولك على رقم ودخولك في الطابور تمتد إلى عشرة أيام كحد أدنى فلماذا لا يتم محاسبة المصنع على رفعه للسعر أولا وثانيا .. من يعوضنا عن فترة الانتظار لمدة عشرة أيام وعن الخسائر التي نتكبدها خلال تلك الفترة فجميعنا يعتمد على هذا الأمر ونجلس 10 أيام دون عمل فنحن مضطرون للوصول إلى هذه الإسعار لتعويض خسارتنا خلال فترة الانتظار . ويضيف آخر إذا عادت الأمور إلى سابق عهدها وكانت فترة الانتظار لا تتجاوز عدة ساعات فقط لن يكون هناك ارتفاع للاسعار في الأسمنت بالإضافة إلى عودة مصنع الأسمنت للبيع بالسعر السابق شاحنات سرية ويؤكد عبدالله الجهني صاحب شاحنة نشاهد يوميا ما يزيد عن 600 شاحنة محملة تخرج من المصنع فإلى أين تذهب مع علمنا بأن توجيهات إمارة منطقة المدينةالمنورة تفيد بتغذية منطقة المدينةالمنورة أولا ولكن لا نعلم أين تذهب كل تلك الحمولات ونضرب مثلا أقرب منطقة للمصنع وهي محافظة ينبع تعاني من شح في الأسمنت لما يزيد عن أسبوعين كاملين.. واذهب الى محلات البناء لن تجد الأسمنت فيها وأن وجدت فهي بكميات محدودة جدا بأسعار خيالية لا يمكن أن تصدقها وصلت إلى ما يزيد عن 20 ريالا حتى يتم إيصالها للمنطقة التي تريدها فسعر البيع في البرحة 18 ريالا وحتى يتم إيصاله إلى بيتك أو الموقع الذي ترغب ريالين على الكيس فالإجمالي من 20 الى 21 ريالا وفي السابق كانت لا تزيد عن 13 ريالا قبل أربعة أشهر تقريبا ويتم إيصاله إلى المنطقة التي ترغب. وأما عبدالرحيم حسن يعمل في محل لبيع مواد البناء بينبع، فيقول: ننتظر حمولة سياراتنا في مصنع الأسمنت لفترة زادت عن 9 أيام حتى الآن ولم نتمكن من الحصول على الحمولة وحمولاتنا لا تزيد عن 500 كيس فقط وتباع في يوم واحد وذلك للطلب المتزايد من قبل المستهلكين للأسمنت في البناء والمقاولين وغيرهم. وفي السابق كنا نحصل على أربع حمولات في الأسبوع والآن حمولة واحدة كل أسبوعين فهل يعقل هذا الأمر ..؟ ونحن لا نبعد سوء 70 كم عن مصنع الأسمنت فما حال المدن الأخرى وهل المشكلة في كثرة الطلبات أم مشكلة إدارية في المصنع أم مشكلة في عدد خطوط الانتهاج العاملة أم المشكلة في المقاولين الذين يصرفون الفسوحات لأصحاب الشاحنات والمؤسسات التي تشتري الأسمنت ويجب فتح تحقيق لمعرفة مكمن المشكلة وحلها بسرعة قبل أن تتفاقم وتصبح خارجة عن السيطرة. مسلسل الارتفاعات ويرى متعامل في بيع الأسمنت بينبع أن المشكلة تتمثل في زيادة الطلب على الأسمنت خلال الفترة الماضية ابتداء من الشهر الماضي وهذا أمر يعرفه الجميع على مستوى المملكة فبعد القرارات الملكية الأخيرة وزيادة القرض العقاري وحصول دفعة كبيرة على القروض العقارية وتعجل المقترضين من البنك ظهرت مشكلة الأسمنت ومسلسل الارتفاعات وتبادل الاتهامات في نقص بعض المواد البترولية ومن ثم حريق وارتفاع سعر كيس الأسمنت ريالا ونصف وغيرها من الأمور التي ظهرت على السطح ويعلمها الجميع. ويستفسر عبدالرحمن العرفي مستهلك للأسمنت نقرأ في الصحف عن توجيهات وتحذيرات ومراقبة الأسعار وتوفير احتياجات المنطقة من الأسمنت من قبل صاحب السمو أمير المنطقة الأمير عبدالعزيز بن ماجد خلال الفترة الماضية من خلال الإبلاغ عنهم عبر فرع التجارة فأين المخالفون الذين تمت معاقبتهم على رفع الأسعار واستغلال الناس .