المدينة - جدة أشاد عدد من الأكاديميين والمتخصصين في التاريخ والآثار بأهمية الجولات الأوروبية التي يقوم بها معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي بدأ جولاته بمتحف اللوفر الفرنسي ثم في مدينة برشلونة الإسبانية، وأمس بدأ جولته الثالثة بمتحف الإرميتاج بمدينة سانت بطرسبرج في روسيا برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الثقافة الروسي ألكسندر أفدييف، مؤكدين على أن المحطات التي يتوقف فيها المعرض يتم اختيارها بعناية كبيرة، وهو ما يسهم بصورة فعالة في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة. الدكتور عبدالرحيم الغامدي (رئيس قسم السياحة والفندقة بالكلية التقنية بجدة) أكد أن المملكة تملك كمية كبيرة ومتنوعة من الآثار التي تعود إلى العصور القديمة ومرحلة ما بعد الإسلام وما تلاها، ومن الضروري أن يتعرّف العالم ولا سيما أوروبا على الآثار والتاريخ السعودي بشكل جيد، وهذا المعرض فرصة لإبراز تاريخ وثقافة الجزيرة العربية والسعودية بما لديها من إرث كبير. معتبراً أن إقامة معارض للآثار السعودية في محافل عالمية وفي أكبر وأشهر المتاحف مثل اللوفر وأرميتاج، تعد مناسبة ليتمكن المواطن السعودي من توضيح هويته التاريخية والثقافية وإبراز شخصيته الحضارية الحقيقية. من جهته أشار الدكتور محمد خليص الحربي (مستشار الموارد البشرية والتدريب وخبير الأمن والسلامة وصاحب متحف خاص بمدينة العلا) إلى أن هذا المعرض يعد خطوة مميزة تسهم بصورة كبيرة في نقل تاريخنا وموروثنا الحضاري والثقافي إلى العالم، مبيّناً أن تلك الفعاليات تفتح النوافذ على مصراعيها أمام المملكة لإظهار وجهها الحقيقي وتقديم السعوديين بالشكل الذي يتناسب وتاريخهم وثقافتهم وتقاليدهم. وأشار الدكتور زيد الفضيل (الكاتب والباحث المتخصص في علم الآثار وعضو الجمعية التاريخية السعودية وجمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون الخليجي) إلى إن متحف أرميتاج يعد من أهم وأشهر المتاحف في أوروبا والعالم، مؤكداً أن المعرض سيعطي انطباعاً إيجابياً عن حضارة وثقافة الجزيرة العربية ويسهم في نقل صورة واقعية عن الشخصية السعودية وطبيعة ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، حيث سنتمكن من إيصال ما نريده ونخطط له من رسائل مهمة للعالم الغربي عنا، والأعمال التي يضمها المعرض تثبت للعالم أننا أيضاً لدينا ميراث كبير من التاريخ والحضارة. أما الدكتور نواف الراشد (مدير فرع جمعية الفنون بالجوف وصاحب متحف الراشد بالجوف) فقد شدد على أن الجولات التي يزور من خلالها المعرض عدداً من دول العالم تعدّ خير دليل على قيمة وأهمية المملكة على المستوى العالمي، حيث توضح مدى الرغبة الملحة لدى الكثير من الدول للتعرّف على البعد الحضاري والثقافي والتاريخي للمملكة، مشيراً إلى أن المعرض حقق النجاح المأمول منه خلال جولتيه السابقتين بباريس وبرشلونة وهو ما سيعطيه زخماً ثقافياً وإعلامياً أكبر عبر جولته الآن في روسيا.