بعد تفكير ومداولة مع نفسي التي أمرتني ان أرشح نفسي لانتخابات المجلس البلدي لأصبح صاحب قرار وأمثل من منحوني أصواتهم أمام المسؤولين. قررت أن اتفق مع نفسي على إمكانية ان احظى بهذا الشرف في ظل ما اسمعه وأراه على ارض الواقع من مجاملات في اختيار المرشحين. وبدأت نفسي الأمارة تسألني: هل الترشيح بعدد الأصوات أم بالكفاءة والاستحقاق أم بالوجاهة والصيت الذائع؟ وهل أنظمة وصلاحيات المجالس البلدية لم تتغير أو يضاف عليها قليل من الدسم يطريها ويجعلها مرنة؟ وهل أمناء البلديات ورؤساؤها وبعض موظفيها فرضوا على المجالس لضمان عدم نقد خدمات جهاتهم وأنهم سيفرضون من جديد ويحتكرون الدوائر الانتخابية بنفس الطريقة؟ وهل صحيح أن القبلية تتسيد الاختيار وتقدم أشخاصا خارج نطاق الخدمة الفكرية والعلمية والخدمية لا حول لهم ولا قوة؟ وهل صحيح أن معظم الأصوات ستذهب لمن يفرشون الأبسطة الحمراء ويمدون الخراف المشوية على المآدب الفاخرة وينادون ليشعلوا صخبا مفتعلا للأجواء الانتخابية؟ وبدأت في شد وجزر مع نفسي هل يكون لي مكان وسط هذه الأجواء المحمومة والسباق المدفوع اذا رشحت نفسي، أم ألغي الفكرة لأن الوضع بهذه الطريقة منته قبل أن يبدأ. والقوائم جاهزة لتلاوتها يوم الترشيح. آه من نفسي الأمارة. فهي تريد وأنا أريد وتثقل علي بما تريد وطاعتها أمر مكره عليه. فشعوري بوطنيتي يوخزني. يدفعني للرضوخ لنفسي ودخول التجربة ربما أستطيع تفريغ كم الأحلام والأمنيات التي ينشدها أهالي الحي الذي يقطنه معي آلاف البسطاء منهم. وأحقق لهم من خلال تواصلي مع المسؤول بعض مطالبهم ولهاثهم خلف الخدمات الحيوية وتحقيقها على ارض الواقع. فانا أؤمن أن المجالس البلدية تمارس دورها الرقابي والتشريعي وأؤمن أنها لا تملك الصلاحيات التنفيذية الموكلة للبلديات وهذه احدى العقبات التي أوقفتني مع نفسي لنتشاور. لو كنت مرشحا هل يؤخذ برأيي ويستعان بقدراتي الطموحة لأحقق بعضا من أعباء وهموم من حملوني أمانة الوقوف بجانب القامات التي رشحت تكبرني سنا وتتجاوزني علما وتنتظر مثلي انطلاقة حقيقية لدورنا الذي رشحنا من اجله. لعل نفسي تقتنع بنيتي في دخول دهاليز المجلس البلدي. ولعلها لا تأمرني بالتحايل على جمع الأصوات بتقديم الخراف المشوية والتملق عند من يرفعون رصيدي في التصويت فحسبي ان أكون كذلك. فقناعتي تؤكد لنفسي الأمارة أن المجالس البلدية أضحت عيونا يقظة رغم اعتراضات الأمانات تراقب وتقترح وتحاسب وتقول كلمتها لتساهم في تقدم ورقي الجهاز البلدي وخدمة المواطن وتتلمس احتياجاته من المشاريع الخدمية الهامة. فقليل من المرونة سوف يساعدها على تنفيذ القرارات ويمكنها من أداء دورها والقيام بمهامها لتحقيق الأهداف المنشودة عند من أدلوا بأصواتهم لمرشحيها وعلقوا آمالهم على ما أعلنوه من وعود عبدالله ثويني البدراني - المدينة المنورة