تشهد إسرائيل في الوقت الراهن جدلا كبيرا حول التصريحات الأخيرة لمائير داجان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" والتي انتقد فيها فكرة شن هجوم على المواقع النووية في إيران. وكان داجان أعرب عن اعتقاده خلال ندوة عقدت أمس الاول بالجامعة العبرية بالقدس بأن قيام سلاح الجو الإسرائيلي بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية "فكرة غبية جدا". وقال داجان في أول خطاب علني له منذ اعتزاله رئاسة الموساد إن إيران - وبخلاف العراق الذي كانت إسرائيل قد دمرت مفاعله النووي عام 1981 - قد تمكنت من نشر منشآتها النووية في أنحاء مختلفة من أراضيها مما يصعب شن هجوم عليها ، بحسب ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية. وأضاف أن أي هجوم إسرائيلي من شأنه إشعال فتيل الحرب مع إيران، ملمحا إلى قدرة إيران و"وكيلها" حزب الله على استهداف إسرائيل بالصواريخ على مدى أشهر، محذرا أيضا من "احتمال انضمام سورية إلى هذه الحرب". من جانبه قال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي امس إنه ما كان لداجان بوصفه رئيسا سابقا للموساد أن يطرح وجهات نظره على الرأي العام. وأكد باراك على أن أي قرار يتعلق بفكرة شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية هو من اختصاص القيادة السياسية وحدها. من جانبها نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الصادرة امس عن داجان قوله: "لا يمكن القبول بإيران نووية ولكن شن هجوم جوي على المفاعلات النووية فكرة غبية لا نفع منها على الإطلاق". ونقل ردايو إسرائيل امس عن داني ياتوم الرئيس الأسبق للموساد اعتراضه على ما قاله داجان قائلا إن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيكون أمرا لا مفر منه في حال استنفاد كل الوسائل الأخرى لمكافحة التسلح النووي من قبل دولة عدو. واعرب وزير المالية يوفال ستاينيتس هو الاخر عن اسفه لتصريحات داجان قائلا انه “كان من المفضل لو لم يدلي بها”، مؤكدا مع ذلك ان داجان أدى مهام منصبه رئيسا للموساد على أحسن وجه. الجدير بالذكر أن داجان كان قد صرح مطلع العام الجاري بأنه ينصح بشن هجوم في "اللحظة الراهنة" على المنشآت النووية الإيرانية إذ أن توقعاته تشير إلى أن إيران لن تمتلك قنبلة نووية قبل 2015.