رأى الدكتور صالح زيّاد (أستاذ النقد بجامعة الملك سعود) أن وفاة الأستاذ عبدالله عبدالجبار يرحمه الله تعيد إلى الكثير منّا ذاكرة مشرقة لهذا الاسم المضيء الذي آثر منذ نحو ثلث قرن الانسحاب والعزلة وعاش حياة القناعة والزهد.. صامتاً متفكراً!. عبدالله عبدالجبار اسم ثقافي كبير لا يجهله كل مثقف يقدّر صدق الكلمة وسموها ويحتفل بالعقل والمنهجية.. ظهر كتابه «التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية» (1959م) في وقت لم تأخذ الحركة الأدبية في المملكة وهجها ولم تتفتّق طاقاتها الشابة، وقبل هذا الكتاب كانت له عطاءاته في الميدان المسرحي والسردي من خلال مسرحية «الشياطين الخرس» (1954م) و»العم سحتوت» وهي تمثيلية إذاعية عصرية (1954م)، وأعتقد أن تكريم مهرجان الجنادرية قبل سنوات لهذا الرائد كان وساماً حقيقياً للمهرجان ودلالة مشعّة على إرادة التثمين لأصحاب العقل والضمير من أمثال عبدالجبار.. لقد كتبت مرة متألماً على صمت هذا الرائد وعزلته، فمثْلُه قيمة علم ومنهج وتجربة وإبداع، وقيمة تاريخ، وكان حرياً أن نفيد منه وأن نبوِّأه مكان الأسْتَذَة الذي يليق به. رحم الله فقيدنا الكبير عبدالله عبدالجبار، وألهم أهله وتلاميذه وأهل الثقافة جميعاً الصبر والسلوان، وخلفنا فيه خيراً.