على الرغم مما قد يثار حول النسخة الأولى من الانتخابات البلدية وما صاحبها من مظاهر سالبة، فإن من المهم أن تستمر مثل هذه العملية الانتخابية. إن ديمومة مثل هذه المظاهر، من شأنه أن ينمي ثقافة الانتخابات بمعناها الشامل الواسع، وإن التجربة الأولى لا تكفي لتعزيز مثل هذه الممارسات المتحضرة، ووضعها في مسارها الصحيح كما يقول المهتمون بهذا الشأن. وبالتالي فإن الحكم على هذه التجارب بالنجاح أو الإخفاق لا يزال الحديث عنه مبكرًا، ولنترك لثقافة الانتخاب فرصة حتى تحظى بمصداقية الحكم. ولا ريب أن العملية الانتخابية ليست هدفًا لذاتها، ولا غاية لنفسها ولكنها خطوة أولى ضرورية في طريق ممارسات هي من حق المواطن، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وهنا يجب التأكيد على أن من حق المواطن مراجعة المنجز من المجالس البلدية، ولكن وقبل ذلك فإن من حق المجتمع على الفرد اختيار الأكفاء من بين قائمة المرشحين بعيدًا عن حظوظ النفس ودواعي الهوى. سلمان محمد آل حسن - العرضية الجنوبية