على خلاف العديد من الأندية الأدبية التي رصدت مبلغ الدعم لإقامة مقار دائمة لها؛ يقف النادي الثقافي الأدبي بجدة مرتاحًا في هذا الجانب بعد تكفل أسرة الشربتلي بإقامة المقر الجديد، والذي تبلغ كلفته النهائية 15 ألف ريال.. وبإزاء هذا الوضع يعتزم النادي إنفاق مبلغ العشرة ملايين ريال على الأنشطة الثقافية المتعددة، مع تركيز كبير على تفعيل عمل لجانه الثقافية في المحافظات والقرى التابعة للنادي بحسب ما أشار إليه رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني.. ولأن موعد انتهاء الدورة الحالية من عمر المجلس، فإن الجزء الأكبر من المبلغ سيكون تحت تصرف اللجنة المنتخبة المقبلة، كما يقول بذلك عضو المجلس أحمد قرّان الزهراني.. وبرغم خطة النادي الراميو لتفعيل دور لجانه في المحافظات والقرى، إلا أن بعض المنتسبين إلى هذه اللجان يشيرون إلى عدم استشعار هذا التوجه، ملقين بالائمة على النادي في تجاهله لهذه اللجان.. دعم الأنشطة الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة ابتدر الحديث بقوله: إن دعم العشرة ملايين ريال من شأنه أن يزيد من تحرك النادي للمراكز والمحافظات التابعة، ونحن الآن بصدد استحداث لجنة ثقافية جديدة في الليث تتبع للنادي بعد لجنتي خليص والقنفذة، كما سنعقد خلال الأسبوعين المقبلين اجتماعًا يتم التباحث فيه حول هذه اللجنة وبعض الأمور المتعلقة بنشاطات النادي الأخرى، كذلك ستكون الملايين العشرة نواة لانطلاقة النادي في افتتاح العديد من اللجان الثقافية الأخرى والتي لم تتحد بعد؛ لقناعتنا أن تعدد اللجان الثقافية التابعة يزيد من قوة نشاطات النادي وهو ما سينعكس إيجابًا على الحراك الثقافي والمشهد الأدبي السعودي. مشيرًا إلى أن المشروعات التي كان نقص الدعم يقف حائلًا دون تنفيذها ستجد طريقها إلى أرض الواقع مع هذا الدعم الكبير، لافتًا إلى أن النادي سيحرص على ألا ينتهي المبلغ في فترة قصيرة مضيفًا بقوله: حرصنا بالاتفاق مع أحد البنوك أن تأتي مثل هذه المشاركات بريع مفيد يستطيع أن يغطي أي عجز حالي في الميزانية؛ خصوصًا وإن علمنا أن مثل هذا المبلغ هو مبلغ مقطوع، ومن حسن حظ النادي أنه على وشك الانتهاء من إعداد مقره الجديد بعيدًا عن هذا المبلغ، بعد أن تكفلت أسرة الشربتلي بإنشاء مقر النادي على نفقتها الخاصة، وفي حديث أحد أفراد الأسرة الأخ إبراهيم الشربتلي معي أشار إلى أن المفترض أن يكون المشروع بكلفة 10 ملايين ريال، ولكنه من الممكن أن يزيد على ال 15 مليونًا أو يزيد على ذلك، وأسرة الشربتلي بشركاتها هي الجهة المخولة بالتصرف في المبنى، أما دورنا المنوط بنا فلن يتجاوز مرحلة تسلم المبنى منهم بعد الانتهاء منه كاملًا، لذلك سيظل المبلغ بعيدًا عن المبنى وملحقاته، وهو ما لم يتح لدى بعض الأندية الأخرى والتي ستصرف مثل هذا المبلغ على مبنى النادي، أما المبلغ فسيصرف على أنشطة النادي وعلى إدارة المبنى المصاحب لمقر النادي الحالي من كهرباء وصيانة ونظافة وإدارة وما إلى ذلك، وكلما ضخمت الإمكانات زادت المصاريف. بعيدًا عن التصرف فيما أشار عضو مجلس إدارة نادي جدة الأدبي أحمد قران الزهراني إلى أن المبلغ قد أودع قبل أسبوع في حساب النادي، وأنه لم يمسّ وما زال كما هو حتى الآن، لأن مجلس إدارة النادي لم يجتمع حتى الآن لكي يقرر آلية صرفه واعتماده، لافتًا إلى أن مجلس الإدارة الحالية لم يتبق له سوى أقل من ثمانية أشهر وسيحاول مجلس الإدارة الحالي خلال رئاسته للنادي ألا يمس المبلغ إلا في حالة ما يغطي العجز البسيط في الميزانية الحالية، مضيفًا بالقول: نادي جدة الأدبي سيحافظ بشكل كبير على هذا المبلغ لمستقبل النادي بعد أن تكفلت عائلة الشربتلي بتغطية كلفة بناء المقر الجديد والبالغة 15 مليون ريال، وقاموا بتجهيزه تجهيزًا كاملًا، وإن كان النادي سيأخذ قسطًا من المبلغ لتكملة الموسم الثقافي الحالي، وأعتقد أن المجلس القادم سيجد بنية أساسية كبيرة في القاعة الكبرى التي ستفتتح قريبًا إن شاء الله وهي معدة ومجهزة على أعلى مستوى من تجهيز المسارح العالمية، وسيجد أيضًا مقابل ذلك مبلغًا ماديًا كبيرًا يستطيع أن يتصرف خلاله كيفما شاء، ونحن في مجلس الإدارة الحالي لن نلجأ كثيرًا إلى هذا المبلغ، وسيسير النادي وفق الخطة المرسومة له خلال هذه السنة إلا إذا وجدنا أنفسنا أقمنا فعاليات قبل انتهاء الفترة الحالية مرحلة ما قبل الاختبارات. ماضيًا إلى القول: أعتقد أن مبلغ 10 ملايين يجب أن يؤسس لفعل ثقافي مستقبلي كبير وسيكون هذا المبلغ بالذات مبلغًا مجزياً لنادي جدة لأنه لم يتحمل تكاليف البناء كما هو الحال في بعض الأندية الأدبية الأخرى، وبالتالي سيتحول كل هذا المبلغ إلى إنتاج فعل ثقافي سواء كان منبريًا أو مطبوعات، والمفترض أن هذا المبلغ الكبير توزع بشكل متزن وعقلاني على السنوات المقبلة وتكون رديفًا للميزانية التي تصرفها وزارة الثقافة والإعلام للنادي كل عام، أما عن الملايين العشرة وقرار صرفها فسيكون معتمدًا على خطة المجلس المنتخب المقبل، وهو وفق ما أشار معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى أنه سيكون مطلع العام الهجري الجديد، ولا يزال باب الترشيح مفتوحًا إلى الآن لإتاحة المجال لكثير من الأسماء المهتمة بالشأن الثقافي المشاركة، عبر وسائل وقنوات متعددة وكثيرة سبق التنويه عنها. خطوة غير مكتملة الدكتور عبدالله بانقيب نائب رئيس اللجنة الثقافية بالقنفذة التابعة لأدبي جدة قال: نما إلى علمنا نية المثقفين في الليث إنشاء مقر للجنة ثقافية خاصة بالمحافظة تتبع لأدبي جدة، وهذا أمر لم يكن رسميًّا ولم يتعد سوى بعض المكالمات الهاتفية من بعض إعلاميي المنطقة ومثقفيها معه لسؤاله عن طريقة إدراج القنفذة ضمن لجان أدبي جدة؛ إلا أنني لم استطع تقديم إفادة في ذلك، حيث لم يتم أي تنسيق حول هذا الجانب، فكل ما هناك مكالمة تليفونية عابرة مع المنسق الخارجي للنادي الدكتور يوسف العارف، وإلى الآن لم تتم أي تفصيلات واضحة في هذا الجانب، ونحن إلى الآن لا نعلم هل وصل الدعم للنادي أم لا. مضيفًا: نحن لدينا متطلبات سابقة كنا قد أرسلناها للنادي قبل إعلان الدعم، منها المطالبة باستئجار مقر خاص بإدارة اللجنة، فنحن ما زلنا نستعين بالكلية الجامعية بالقنفذة لإقامة نشاطاتنا دون وجود أي مقار لإدارة اللجنة أو قيام الندوات، وفي ظل عدم وجود مقر للجنة كنا قد وضعنا ضمن أجندتنا استئجار مبنى قد يكلفنا 40 ألف ريال سنويًا، ورفعنا لإدارة النادي ذلك المقترح ليكون مقرًّا إداريًّا فقط كي نستطيع من خلاله الاجتماع وتحرير خطابات اللجنة ومراسلاتها الإدارية؛ ولكن إلى الآن لم يتم أي شيء، ونحن نأمل أن يتم مع ضخ الميزانيات الجديدة للأندية أن يكون للجان الثقافية نصيبًا منها. مختتمًا بقوله: أما عن مبالغ الفعاليات التي تعقدها اللجنة فالنادي يدعمنا في كل فعالية بمبلغ لا يقل عن 8000 ريال في المتوسط تصرف على مكافآت الضيوف ووجبة العشاء وسكنهم وصرف تذاكر الطيران، حيث نرفع مقترحًا قبل أي فعالية بالمبلغ الذي نستطيع من خلاله إقامة فعالية قبل الفعالية ب(20) يومًا ويقوم النادي بعد ذلك بدراسة الوضع ومتعلقاته فإذا كانت لديه أي ملاحظات يخطرنا بها لكي نستطيع تعديلها وإلا صرفها لنا مباشرة. إشكاليات لجنة الليث وضع اللجنة الثقافية في محافظة الليث يكشف عنه الإعلامي حامد الإقبالي بالقول: سبق وأن قدمت طلبًا للنادي الأدبي قبل عامين عبر إمارة منطقة مكةالمكرمة ورفعت المعاملة وعادت وأقرها محافظ المنطقة واعتمدها المجلس المحلي بما في ذلك ترشيح بعض الأسماء للجنة، وقد قابلت الدكتور يوسف العارف قبل أسبوعين في مكة وأشار إليّ أن النادي يعتزم المجيء إلى الليث لكي يتم التباحث في اختيار اللجنة وترشيح الأعضاء عن طريق التصويت، وأتمنى أن يضع النادي لجنة الليث ضمن أجندته. وحول اختيار اللجنة وترشحها يضيف الإقبالي: أتمنى عند ترشيح أعضاء اللجنة الثقافية المقبلة من قبل النادي أن يتم ذلك عبر انتخابات فعليّة، وألا يتم إقصاء بعض الأسماء للاختلافات معها واتهامها ببعض الأمور لكي تكون مسوّغا لذلك الإقصاء، فالنادي الأدبي وللأسف تباطأ تباطؤًا كبيرًا فيما يقارب العامين، فالملاحظ أن هناك غيابًا للمرجعية الحقيقية في لجنة الليث، لأننا في محافظة تابعة لمنطقة مكةالمكرمة وفيها ناديان أدبيان لذلك نحن لا نعلم لأي نادٍ نتبع؛ هل نتبع نادي جدة الأدبي أم نادي مكة الأدبي! خليص تشكو أمين اللجنة الثقافية التابعة بخليص عبدالرحيم الصبحي يقول: اعتماد صرف المبالغ للجان لا يتعدى كونها ميزانية مشروعات وليست هناك ميزانية محددة للجنة؛ أما بالنسبة لمبلغ العشرة ملايين ريال فقد سبق للجنتنا الثقافية أن هاتفت رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني، ونحن الآن بصدد الاجتماع به مع منسق لجان النادي الدكتور يوسف العارف وستكون من جملة مطالبنا أن تكون هناك ميزانية ثابتة تستطيع من خلالها اللجنة الانطلاق في برامجها وفعالياتها، فعدم وجود ميزانية حرمنا من عدم وجود مقر للجنة، فأوراق اللجنة حاليًا إما في سيارة أو في حقيبة شخصية دون وجود مقر يحفظها، وحتى عندما توجد ميزانية فهي حافز للجنة لتقديم برامجها ليس كما هو الدارج الآن أن نأتي بالبرنامج ثم ننتظر من النادي الموافقة على البرنامج من عدمها، فعندما نعطى مبلغًا نستطيع التحرك من خلاله طيلة موسم ثقافي يجعلنا أكثر قدرة على إقامة فعالياتنا وللنادي ما شاء بعد ذلك في محاسبة اللجنة في حالة وجود أي تقصير أو خلل في نشاطاتها، لذلك نحن نطالب باستقلال ميزانيات اللجنة عن ميزانية النادي حتى يتسنى لنا إعداد الخطط، لأن إعداد الخطة يجب أن يكون بناء على ميزانية اللجنة المتوفرة، فعطاءات وإنتاجنا محدود والسبب يتمثل في عدم وجود المبلغ المادي، فكل لجنة تطالب بمبلغ معين بينما النادي يسعى إلى توحيد مبالغ الصرف على اللجان، ويرى في نفس الوقت ضرورة أن تقوم اللجان بنفسها وهو ما يضعف العمل الثقافي لأي لجنة، والنادي سبق وأن أشار علينا بالبحث عن مقر للجنة وأوجدنا مقرًّا قيمته 15 ألف ريال فما كان من النادي إلا أن رفض هذا المبلغ بحجة أنه يراه مكلفًا رغم أنه من المستحيل أن يوجد مقر في خليص بمثل هذا المبلغ الزهيد فقيمة إيجار شقة في خليص أكثر بكثير من ال 15 ألف ريال. الصبحي ختم حديثه بقوله: أما إقامة فعالياتنا فليس هنالك لها مكان إلا قاعات الأفراح، فالمقر الثابت والميزانية الثابتة هي التي تؤسس لفعل ثقافي تستطيع أن تنطلق من خلاله اللجنة، أما عن عدم ورود اللجنة ضمن بروشور برامج النادي التي نشرت مؤخرًا برفقة برامج النادي فسبق وأن أرسلنا للنادي خطتنا لهذا الموسم الثقافي، ولكن يبدو أننا تأخرنا قليلًا في إرسال خطتنا ليكتفي نادي جدة الأدبي بطباعة البروشور برفقة برامج اللجنة الثقافية بالقنفذة فقط. أوصاف المقر الجديد يشار إلى أن مقر النادي الجديد الذي سيفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة خلال الأشهر المقبلة يضم قاعة تحمل اسم حسن عباس شربتلي، تتسع لألف شخص منها 300 مقعد للنساء، ويتكون المبنى من ثلاثة أدوار وهي الدور الأول متضمنًا المسرح وقاعة الرجال، وتعلوها في الدور الأول قاعة السيدات، أما الدور الثاني فيضم الأستوديو، فيما يضم الدور الرابع المكاتب ومكتبة النادي ويحتوي المبنى على 3 مداخل يعلو مدخله الرئيسي وهو إلى الشمال ومعد لكبار الشخصيات قبة فيما تطل على قاعة الرجال بابين إحداهما يتوسط المدخل الشمالي والمدخل الجنوبي المعد لضيوف النادي، مع وجود مدخل مستقل للسيدات يرافق المبنى بمصعدين.