كان في الماضي البعيد البحث عن المعلومة والعلم بها أمرًا فيه شيء من الصعوبة فكان الباحث يضطر إلى قطع الكثير من المسافات والقفار في سبيل الوصول إلى هذه المعلومة أو تلك. وإلى عهد قريب ظل الحال على ما هو عليه حيث السؤال الشفهي والبحث المضني هو السبيل ربما الوحيد في الحصول على المطلوب من المعلومات والمعارف، ولعلنا نستطيع تشبيه محاولة الوصول أو الحصول على المعلومة آنذاك كمحاولة الوصول إلى لقمة العيش في ذلك الزمن الغابر. أما اليوم وقد تقدمت وسائل الإعلام والمعرفة فقد تغيّر الحال وأصبح من السهل والسهل جدا اغتنام المعلومة واصطيادها وبالتالي نشرها والإعلام عنها بأي وسيلة من وسائل الإعلام والاتصال، فبالإمكان في هذا الزمن نشر كل ما تريد وأنت في مكانك وبضغطات أزرار بسيطة توصل مادتك إلى آخر نقطة في العالم سواء أكانت صوتك أو صورتك رأيك أو قلمك باستخدام أجهزة الحاسوب وتقنية الانترنت، أو بالطرق الأخرى المتاحة كالتلفاز والإذاعة والصحف وغيرها، بحسب اختلاف هذه المادة مسموعة، أو مرئية أو مقروءة بما يتوافق مع الوسائل المتوفرة، وكل هذا أكثر ما يخص المسافات البعيدة. أما ما يتوافق مع المسافات القريبة نستطيع نقل ما نريد ونتبادل الملفات بشتى أنواعها عن طريق تكنولوجيا البلوتوث والذي أصبح هو وغيره من التقنيات في متناول يد الجميع تقريبًا. وهنا نطرح سؤالًا.. هل هذه التقنية وهذا التقدم في استخدامها جعلنا نتفوق على الأوائل من الذين لم يحظوا بها وهل استفدنا منها حقًا في ميدان العلم والمعرفة؟! ولعل الجواب في رأيي الشخصي أننا لازلنا ينقصنا الاستخدام الايجابي لهذه الوسائل لأن الإحصاءات والدراسات تشير إلى أن أكثر الاستخدام وللأسف بالذات من الشعوب العربية سلبي، وبدل من أن نستفيد منها في الجوانب العلمية والمعرفية نستخدمها فيما يضر بنا (أخلاقيًا واجتماعيًا)، فمتى نكون كغيرنا من الشعوب المتحضرة ثقافيًا فنبني أنفسنا سلوكيًا من خلال هذه التكنولوجيا ونسير نحو غد أفضل. محمد المبارك - الأحساء