يقال أن لكل إنسان ثلاثة طباع طبعه..وآخر يظهر به ....وثالث يعتقد انه فيه أما الطبع فلا سبيل لتغييره وثبت إن كل محاولات التطبع إن عاجلا أم آجلا مصيرها إلى الفشل كذلك الطبع الذي يعتقد الإنسان انه فيه فشخص يعتقد انه كريم لن تفلح بتغييره أبدا وبقي الطبع الذي يظهر به الإنسان وهو مشكلة قائمة بحد ذاتها خذ رب الآسرة مثلا ..تجده بين أصدقائه مرحا ..رقيق الحاشية ..صاحب نكتة ..وما أن يدخل بيته حتى يتعب نفسه في عقد حاجبيه ورسم مظاهر الحزم على وجهه...فمن وجهة نظره انه من غير اللائق أن يراه الأولاد في الصورة السابقة صاحبة الابتسامة الدائمة ..خشية أن تضيع هيبته أمامهم وربما وصل الأمر به إلى فقدان السيطرة عليهم ...وتبدأ بوادر المشكلة بالظهور عندما يراه الأولاد يتكلم عبر التلفون وهو في اشد حالات سروره فيسمعون منه ألفاظا لم يعتادوا عليها وقد يتناهى لهم صوت ضحكته المرتفعة من غرفته الساهر بها مع أصدقائه...أو يكونون معه في السيارة برفقة صاحبه وهو مطلق العنان للسانه ينطق كيفما اتفق ..فيشعرون انهم أمام أب قد سقط من كوب آخر وتبدأ صورة الأب الحازم بالاهتزاز شيئا فشيئا ومعها تفقد شخصية الأب ملامحها عند الأولاد ...فالوالد صار اثنين ..واحد حازم وحكيم أمامهم ...وآخر غير هذا تماما يظهر لهم بين الفينة والأخرى ولكن هل في هذا مشكلة ؟؟ علماء النفس يقولون أنها أم المشاكل وذهب فريق منهم إلى اعتبار إن مثل هذه الازدواجية في الشخصية قد تربك الأولاد وفي بعض الأحيان قد تصل بهم إلى ضياع شخصيتهم ...فهم أيضا بنفس الطريقة.. فاللعبة وصلت للأولاد وصاروا بين بعضهم مغايرين تماما للصورة أمام أبيهم ..ومن ناحية أهم – على رأي علماء النفس – إن الأبناء بحكم فطرتهم ميالون إلى تقليد ذويهم فإذا كان الأصل مشوشا فكيف ستكون الصورة ؟؟ لسنا بكل هذا فعلماء النفس بشر قد يخطئون أو يصيبون ولنسأل أنفسنا نحن كعرب لماذا نحب لعبة الوجوه هذه ؟؟ فمع أصدقائك تكون أنت ...وفي عملك شخص آخر ...وثالث في المنزل ....وربما مائة في مكان ما وكثيرا ما نجد أنفسنا غرباء عن أنفسنا ونحن نتقمص شخصيات أخرى في مجالس خاصة...فمرة نستعير وجه الحكمة ,,,وثانية وجه الخبير ...وآلاف من الوجوه التي نحملها في جعبتنا..فتسمع عن مسؤول معين انه من الذين يقدسون الزواج وما هي الا أيام حتى تلقي القبض عليه متلبسًا بخبر طلاقه في إحدى الصحف ....وكم واحد فينا اعجب بشخصية فلان وما أن تقرب منه حتى استطاع أن يميز القناع ...والأمثلة اكثر من أن تحصى ختاما- حكاية المائة وجه ...هل هي فطرة ..أم عادة مكتسبة ...أم شيئا من هذا وهذا ...مجرد افتراضات... والشيء الثابت إننا نحن العرب نعاني من مرض خطير اسمه تعدد الوجوه مع إننا ندعي إن المشكلة هي في تعدد الزوجات ..لقد خلق الله لك وجهاً فلماذا تتعب نفسك في صناعة واحد آخر . [email protected]