استمر تدفق المئات من المقيمين إلى مكتب البريد المركزي بجدة لليوم السادس على التوالي رغبة في تقديم طلباتهم بريديا إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة للحصول تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم جراء السيول الأخيرة - بحسب زعمهم. ووفقا لمدير البريد الإقليمي بالمنطقة الغربية المهندس سمير نحاس، فقد وصل عدد المتقدمين بنهاية دوام يوم السبت الماضي إلى أكثر من عشرة آلاف، أغلبهم من جنسيات آسيوية (بنغالية وباكستانية وبورمية)، ولم يغب عن المشهد بعض المواطنين الذين حضروا لرفع طلباتهم إلى الإمارة أيضا. وردا على سؤال عن اتهام البعض للبريد بنشر شائعة التعويضات عن طريق الإمارة، قال نحاس: "هذا الكلام غير صحيح، والبريد ليس بحاجة إلى مثل هذه الشائعات، وأن ذلك لم ولن يكون اسلوبنا". وأضاف: "الشائعات لم ولن تنتهي، ويجب أن يكون الإنسان قادرا على التمييز بين الخبر الحقيقي والشائعة". وأشار نحاس إلى انتشار شائعة سبقت موضوع التعويضات مباشرة عن منح أراضٍ، أدت إلى تدفق أعداد من المواطنين لتقديم طلباتهم عبر البريد. وبين أن مركز البريد استنفر كل طاقاته لاستيعاب هذه الأعداد الضخمة من المتقدمين، حيث تم رفع عدد رجال أمن البريد إلى أكثر من عشرين، وتمت الاستعانة بموظفين من مكاتب البريد الأخرى وصل العدد إلى أكثر من ثلاثين موظفا، للمساعدة في تعبئة استمارات البريد للمتقدمين الذين لا يجيد معظمهم اللغة العربية. وكشف نحاس عن لقاء تم بينه وبين قائد منطقة شرطة البلد المقدم خالد القرشي في مبني المركز الرئيسي للبريد، حيث تم اطلاعهم على بعض المعاريض المقدمة والتي تضمن بعضها طلبات مساعدة بعيدا عن موضوع السيول، وتم الإتفاق على تنظيم تدفق المقيمين على المركز. مصائب قوم عند قوم فوائد وعلى طريقة مصائب قوم عند قوم فوائد رصدت "المدينة" تغيرات طرأت على المنطقة المحيطة بمركز البريد، حيث وجدنا البعض يقوم بنسخ المعاريض وكتابتها مقابل مبلغ مادي، كما ازدادت مبيعات المطاعم، وإن لم تقابلها زيادة مماثلة في مبيعات محلات الاتصالات والأدوات الكهربائية نظرا للوضع المالي الضعيف لأغلبية المتقدمين للمركز خلال الأيام الماضية، كما يقول علي حسن سلطان (بائع في محل ساعات). أما أبو روان والذي تساعده زوجته في كتابة وبيع المعاريض، فقد أوضح أنه يقوم بكتابة النسخة من المعروض للراغبين مقابل مبلغ مادي يتراوح من 5 إلى 10 ريالات. وأشار إلى أن أغلبية المتقدمين يوم أمس من الباكستانيين. بدوره أفاد الشاب عمرو محمد على أنه يبيع المعاريض بنفس المبلغ، وقال لنا ضاحكا:"للأسف لم أبدأ العمل سوى يوم أمس". وكانت "المدينة" سألت قبل أيام رئيس لجنة التعويضات سعد العتيبي عن تدفق المقيمين إلى مركز البريد فنفى علمه بالموضوع، غير أنه أكد أن الطريقة الوحيدة للحصول على تعويضات عن أضرار السيول هي من خلال الدفاع المدني ولجنة التعويضات التي يرأسها وحسب الآلية التي تعمل بها.