الاحتكام الى الحوار وتوقيع المبادرة الخليجية لحل اشكال نقل السلطة فى اليمن هو المخرج لما يمر به اليمن حاليا من اضطرابات لا تسر الحكومة والمعارضة هناك ولا تسر جواره . و تحرك دول مجلس التعاون الخليجى من البداية انطلق من قاعدة ثابتة تقول : ان البيت الخليجى والعربى واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لذا يأتى الاهتمام باليمن وما يجرى فيه من سفك للدماء واضطرابات حري بأهله حلها فى اطار الوطن الواحد. والقناعة تقول انه مهما تعددت اسباب الخلاف والاختلاف فى وجهات النظر فيجب الا يكون السلاح هو الحكم والفيصل النهائى لان الرصاص لن يحل المشكلة ولن يوفر ارضية صلبة للقاء والنقاش والتداول السلمى للسلطة. وتعرف كل الوان الطيف السياسى فى اليمن ان المبادرة التى يفترض ان توقع خلال هذين اليومين من قبل السلطة والمعارضة وبنودها المتوافق عليها من الاطراف المعنية جاءت بعد مخاض عسير وبحث متأنٍ لكل تفاصيلها بروية لتضع الحل الناجع لسفك الدماء وضرب المقومات الاقتصادية وتدمير البنية التحتية والشحن الجهوي البغيض. لقد آن الأوان ليكون خيار اليمنيين الاول هو الخروج ببلادهم من مأزقها الراهن الذى تعيشه وعدم الالتفات الى صغائر الامور وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفردية والذاتية والتوجه بإخلاص وعزيمة الى طاولة الحوار للتوقيع على المبادرة التى من دونها سوف يستمر سفك الدماء وهو ما لا يريده احد ولا يقره ديننا الحنيف الذى يدعو الى السلام والطمأنينة والامن.والمطلوب الآن حقن الدماء وتهيئة الاجواء واشاعة الهدوء بالرغم من الاحتقان وتفويت الفرصة على “القاعدة “الارهابية ومن لف لفها التى تحاول اغتنام الاضطرابات الحالية لتثير الفتن والقلاقل وتنفذ اجندتها الخبيثة. ان الانظار تتجه الى وصول ممثلى ” الحكومة والمعارضة” الى الرياض للتوقيع وتلهج الالسن بالدعاء الى ان يلهم المولى سبحانه وتعالى الفرقاء الى الاحتكام لصوت العقل والمنطق وتجاوز كل التحفظات والبناء على” المشتركات” حتى يعود الهدوء والامن الى اليمن السعيد بتنفيذ بنود المبادرة ونثق فى ان يحقق الفرقاء ما ورد فى الاثر أن “ الحكمة يمانية” .