التغيير حاجة بشرية، وضرورة للنمو والنهوض في الحياة، وكل إنسان لديه إمكانات وقدرات يقدّمها لمجتمعه خلال فترة معينة؛ ليكمل المسيرة آخرون؛ لتتم دورة الحياة. تودّع جامعة الأميرة نورة مديرتها السابقة بعد عطاء وعمل في البناء والتأسيس مشكور، لتخلفها اليوم على سُدّة هذه الجامعة شخصية أكاديمية وتربوية (الدكتورة هدى بنت محمد العميل) تستكمل مسيرة العطاء في خدمة شريحة غالية علينا، وهن فتيات هذا الوطن. وكم سعدنا أن تكون المديرة الجديدة من قيادات جامعة الملك سعود، ذلك أن تجربة الجامعة الأم مؤخرًا، والتي قادها الإداري الفذ د. عبدالله العثمان أثمرت عن حِراك هائل في الحياة الأكاديمية وصل صداها إلى المؤسسات العلمية، وأسهمت في تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية للمملكة العربية السعودية في المحافل العالمية. وهذا يدفعنا إلى الشعور بأن د.العميل ممثلة لهذا التجربة الرائدة التي خطتها جامعة الملك سعود للجامعات السعودية، وهو ما يلقي على كاهل المديرة حملاً ثقيلاً يدعوها إلى استلهام روح المبادرة والرؤية الإستراتيجية بما يتناسب وطبيعة هذه الجامعة الفتية، خاصة مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- شخصيًّا في دعم جامعة الأميرة نورة، وتذليل جميع العقبات من أجل تقديم خدمة أكاديمية متميّزة لبنات الوطن. ومن أهم أسباب التميّز التي نتمنّاها للجامعة أن تؤسس التعامل مع طالباتها بشكل يتلاءم مع الطموحات التي يتطلّع إليها ولاة الأمر، ومن ذلك أن تبني فلسفة التعامل مع الطالبات على أساس أنهم عملاء لهذه المؤسسة الأكاديمية، وبالتالي فإن كامل الإمكانات المتوفرة من طاقم هيئة التدريس والتجهيزات والأنشطة هو لخدمة هذه الشريحة. وعندما نتحدث بمنطق “العميل” علينا أن نتذكّر أن “الرضا” هي غايتنا، وليس المنطق القديم “الجود من الموجود”، أو “ليس بالإمكان أحسن ممّا كان”!! وبالطبع عندما نقول “الرضا” فنحن نقصد تقديم أفضل الخدمات التعليمية بأقصى جودة ممكنة، وصولاً إلى مخرّجات تعليمية متميّزة ستكون لبنات صالحة في مشروع نهضتنا الوطنية. لا شك أن الحاجة ماسّة لهذه الإدارة الجديدة إلى استثمار كل الإمكانات والجهود، وتوجيه الطاقات وتحفيزها بشكل جاد وفق أهداف واضحة منطلقة من رؤية واقعية.. بعيدًا عن الرتابة والروتينية القاتلة، والبيروقراطية المعوّقة والمعاقة، وكلنا أمل أن نجد ونلمس ثمار هذه الرؤى من خلال الأفعال أكثر من الأقوال، وقبل ذلك مستعينين بالله، متذكّرين قول الشاعر: وإن لم يكن للفتى عونٌ من الله فأمل ما يجني عليه اجتهاده [email protected]