* عاد إلى ذكرياته معها.. فاسترجع حديثًا دار بينهما طالما تكرر.. فيحدث معه الجفاء.. والبُعد.. ثم لا تلبث أن تعود أيامهما إلى أُنسها وبهجتها المعتادة. استعاد بعض تفاصيل الحوار حين قالت له بدءًا: كنتُ أقرأ قبل قليل ما كتبت.. مرّات، ومرّات.. فأجده دومًا يحمل نكهةً جديدةً، وبعدًا جديدًا للرجولة المتضخمة، والاعتزاز بالنفس لدرجة القسوة عليها.. لستُ ضد ذلك.. فليس أجمل من الرجل العزيز النفس، المتخم بالرجولة سوى المرأة التي تقتات وتتنفس غلاً وأنوثةً وكبرياءَ.. والمرأة يا سيدي هي وطن الرجل الذي يهبه السكون والهدوء. * رد عليها يقول: رأيكِ وإن كنتُ أحترمه ليس سوى تعبيرٍ عن أنثوية متخمة بأنا متضخمة.. الرجل منّا يا سيدتي إذا ما وجد المرأة الوفية.. المؤازرة.. المتفهمة لا يخلص لها فقط.. بل يفديها بروحه.. وحينها لا يحتاج إلى وطن.. فهي ستكون وطنه، وسكن روحه. * تعرف.. تقول له.. أتذكَّر وصفك للمرأة ذات مرة بأنها أنانية.. وأنها لا تبحث سوى عن رغباتها.. واحتياجاتها هي فقط.. دون أي اعتبار لشريك حياتها، أو حبيبها.. فليتني لم أسمع ذلك منك أنت بالذات..!! معقول يكون رأيك فيها بهكذا منظور..؟! * لا أدري.. يرد عليها.. كيف فهمتِ حديثي ذلك..؟ فأنتِ جزّأتِ جملةً كما ترغبين.. ليثبت ما يدور في ذهنك.. وهذا يؤكد كلامي أنكِ أحيانًا تنظرين إلى الأشياء بمنظوركِ الذاتي.. فمرة أصبتِني في مقتل حين وصفتِ مشاعري بالسطحية.. لمجرد عدم توافقها مع ما كان يدور في خاطركِ، ولم تفكري حتى في الاعتذار..! * فاجأها حديثه فردت تقول: هل تعتقد أني مهما شرحتُ لك أني من المستحيل أن أصف مشاعرك بالسطحية.. ستقتنع؟ أنا جد مستاءة ومجروحة من ردة فعلك الصامتة، بينما كنت أحترق من الانتظار.. وأني أمتلك الكثير من التبرير، ورد اتهامك المزدوج مرة بصمتك، ومرة بين ثنايا حروفك.. هل كنت ستصدق أني رأيتك كما رأيتني لا تفكر إلاّ من منظور ذاتك..؟ لذلك آثرت الصمت، واحترمته منك.. أقلها أن لا يصيب صورة ما كان بيننا من شك بأنه مَرَّ يومًا بمحطة النزوات؛ لأن ذلك سيقتلني.. وأنت تعرف هذا من زمن. * رد يقول لها: إن كنتِ مستاءة ومجروحة.. وهذا من حقكِ.. فأنا أيضًا مجروح ومحطّم.. يا الله كم أنتِ ظالمة..!! لابد أن أكون أنا دائمًا المذنب! أليس كذلك..؟! ألم تسألي نفسك هل حاولتِ ولو لمرة أن تستفسري عن حقيقة مشاعري.. أو عن مقاصد كتاباتي..؟؟ أم أنكِ فقط تفكرين فيما يجب أن أقوم به أنا دون أي اعتبار آخر..؟ * في دلال أنثوي ردّت: طيب يا سيدي.. أنا المذنبة ولا تزعل.. امسحها بوجهي.. عسى أن يجعلك هذا أكثر رأفة بحبيبتك.. لم يدرِ ماذا يقول؟ أو كيف يجيب.. فهي تعرف جيدًا أنه ضعيف جدًّا أمامها.. خاصة عندما تتدلل.. فهي دائمًا له سيدة النساء وزينة الدنيا.. ولا شيء يعدلها إطلاقًا.. ثم تذكّر ما تغنّى به طلال مداح ذات مرة: «أنا أحبك يا سيفًا أسال دمي يا قصة لا أدرى كيف أرويها أنا أحبك حاول أن تساعدني فإن من بدأ المأساة ينهيها وإن من أشعل النيران يطفيها»!! فاكس: 6718388 – جدة [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc)، 63031 (Mobily)، 737221 (Zain)