رصدت الشرق الأوسط ما ورد في تقرير بحثي إنجليزي عن أسباب تقهقر الكرة السعودية لعدة أعوام متتالية، مقارنة بنهوضها في اليابان وكوريا الجنوبية. وذُكر من الأسباب النظرة الرسمية التي ترى في الكرة لعبة للهواية والترويح عن النفس، لا مهنة احترافية تتطلب كثيرًا من شروط النجاح بما فيها البيئة الإدارية والنظامية، فضلاً عن العقلية التي تمسك بخيوطها وأبعادها. وذُكرت من الأسباب تحديدًا إهمال الجانب الاستثماري، والتدخلات الواضحة في عمل الأجهزة الفنية والإدارية، وإهمال التركيز على إنشاء الأكاديميات المتخصصة، وتطوير مواردها المالية والفنية. وذكر التقرير أن كل هذه المؤشرات السلبية تدفع بالمشجع السعودي إلى هجر متابعة المنتخب السعودي، بل والدوري السعودي برمّته، والاتجاه إلى الاستمتاع بمشاهدة لقاءات المسابقات الأوروبية المتعددة. كله كلام قد يحسبه القارئ معروفًا سلفًا، لكن قناعة المسؤول في بلادنا عادة لا تبلغ مداها إلاّ حين تصدر الكلمات من (خواجة)، فهو في نظر الكثير (علاّمة) و(خبير). لكن طبعًا ليس لديه حلول إلاّ على الورق. أمّا الحلول العلمية الميدانية، فمسؤولة رعاية الشباب، واتحاد الكرة. وبصراحة كل الذي يُقال هو ترديد لما سبق ذكره.. خطط علمية مدروسة، التعاقد مع فلان وعلان، تشكيل لجان من أسماء معروفة سلفًا تنتقل من لجنة إلى لجنة، والمحصلة مزيد من التراجع والتقهقر، في حين تحصد دول أخرى مزيدًا من التقدم والتحسن. ويبدو أن رعاية الشباب مصرّة تمامًا على احتضان كرة القدم بشدة، فلا سبيل إلى استقلالية اتحاد الكرة، ولا لمنح الأندية فرصة المشاركة في صنع القرار عبر انتخابات أعضاء الاتحاد بما يحقق تنوّعًا في الوجوه، وتجديدًا للدماء، وتطويرًا للأفكار، وقبل ذلك كله مشاركة في تحمّل مسؤوليات الفوز والخسارة والنجاح والفشل. المدرسة الكروية السعودية الحالية قديمة وتقليدية.. ربما كانت مناسبة لعقود ماضية لأسباب ثقافية واجتماعية وتاريخية، لكن يصعب حقيقة معايشة واقع معاصر جديد بأساليب قديمة أكل عليها الزمان وشرب. نحن نعيش اليوم ثقافة الفيس بوك وتويتر، كما تعج الفضائيات ببدائل كثيرة ممتعة وشيّقة، حتى أن بعض شبابنا وفتياتنا يشجعون فرقًا ودولاً أجنبية حد العجب أحيانًا!! [email protected]