زمرة الرؤساء الطغاة الذين يمارسون شتى أنواع الاستبداد بحق شعوبهم، لا تستحقهم تلك الشعوب، فالشعوب العربية تستحق حياة أكرم من تلك التي تعيشها في ظل أنظمة مستبدة، ومستقبلاً أفضل من ذلك الذي تنتظره، تلك الشعوب أثبتت عبر العديد من الثورات الشعبية السلمية، أنها شعوب راقية ولديها رصيد حضاري ضخم، وأنها مؤهلة لممارسة حريتها وتحديد مصيرها والتحكم في قرارها. يجب أن يفهم الرؤساء المستبدون من أمثال معمر القذافي، أن الشرعية الحقيقية لانظمة الحكم تظل مرهونة بشعوبها.. والشعوب وحدها. وما لم تكن تلك الشعوب راضية عن انظمة حكمها، وما لم تكن انظمة الحكم تتمتع بتأييد ورضا وتفويض شعبي، فإن لا شرعية لتلك الانظمة، ولا مبرر لاستمرارها. لقد آن الأوان للشعوب العربية التي أعلنت رفضها لاستمرار أنظمة حكمها، أن تحكم نفسها بنفسها. ولقد أثبتت الأحداث التي تخللت هذه الثورات، أن تلك الشعوب مؤهلة لممارسة الديمقراطية وليست غير مؤهلة كما صرح بذلك اللواء عمر سليمان بعد أن تسلم منصب نائب رئيس الجمهورية في مصر خلال الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الحكم السابق . وهل هناك دليل أكبر على تحضر الشعوب العربية ونضجها وقدرتها على ممارسة الديمقراطية وحكم نفسها بنفسها ، مما حدث ويحدث في اليمن التي رفض شعبها المدجج بالسلاح ، أن يطلق طلقة واحدة ردا على ممارسات العنف التي تورط فيها النظام ولا يزال ، والتي خرجت عن كل الحدود وفاقت كل التصورات ؟! الشعوب العربية في تلك الدول تستحق حياة أفضل من تلك الحياة التي تعيشها . والشبان العرب يستحقون مستقبلا أفضل من المستقبل الذي اصبح مرهونا في عيون غالبيتهم بركوب أمواج البحر وإيجاد مكان في مركب متهالك يقل المهاجرين العرب غير الشرعيين لكل دول العالم . تلك الشعوب تستحق أن تعيش حياتها بكرامة ، والشباب العربي يستحقون أن يجدوا لهم مكانا في أوطانهم التي نخرها الفساد واستغلال السلطة والشللية والمحسوبية ، بدلا من أن ينحصر تفكيرهم في الحصول على مكان ولو في الظل ، خارج أوطانهم وبعيدا عن نطاق حدود أمتهم . لقد آن الأوان للعرب أن يتنفسوا، فلا يُمنع عنهم الهواء . [email protected]