تنوعت وتشكلت أساليب الثورات العربية..!فقبل قرن من الزمن تقريبا تهيأت ظروف كثيرة مهّدت لحراك شعبي عربي شعاره التحرر والاستقلال عن الحكم العثماني الذي استمر زهاء أربعة قرون ونالت معظم الأقطارالعربية استقلالها..! وجاء زمن فيه ثورات عربية اغلبها ترتبط بعلاقة تصل لحد الوصاية اوالتبعية بإحدى القوتين العظمييين الاتحاد السوفيتي وأمريكا..!وكثرت الإنقلابات العسكرية..!وظهرت أحزاب قومية وشيوعية(وراديكلية وليبرالية)وغيرذلك من نعوت..!وكان يتم تجديد فترات الرئاسة الخالدة بأسلوب الانتخابات الصورية والهزلية بأرقام معتادة وهى 99,9%..؟ ولهذا تشهدالمنطقة العربية حالياً ثورات جماهيرية أحدأسبابها هوالخلودالرئاسى..!ثورات تمتد كالهشيم في النار بكل غموضها الذي يكتنف مستقبلها وتوجهها وخطها السياسي..؟وهناك ثورات تعبِّرعن واقع مؤلم فى القمع والإستبداد والفساد والظلم والغُبنْ والجوع.!وهناك ثورة عشوائيه بدون هدف لحب التقليد فقط..!يستغلهاالمأجورون والمرجفون والمرتزقةتحت مظلة ومساندة (لوجستية)من دولة معروف عنها مناصرتها للإرهاب وبث الفوضى..!وطبيعى هذه الثورة لاتخَلفْ سوى الفتن والدمار وضياع المقدرات..؟ ولوأمعنا النظرفى الثورتين التونسية والمصرية نجد أنه رغم ما تحقق لا زالتا تبحثان عن بر الأمان لشعبيهما..!فكل منهما على يقين بأن مآل وتمنيات ثورته لا يزال بعيداً..!مما ادى الى قلق وارباك وتقديم تنازلات متدرِّجة لم تشفِ غليل المطالبين بالتغيير..! واليمن غيرالسعيد بنظامه لا زال يكابد للحسم ببوادر جيدة إن شاء الله فالمبادرة الخليجية قبلت من الطرفين ووفدالمعارضة فى الرياض ووفد الحكومة فى ابوظبى ومجلس الأمن عقد والجميع فى إنتظار مخاض سياسى عسير يُرضِى آمال شعب اليمن الحبيب..! وفى ليبيا لم يكفِ القذافى التشبث بالسلطة بل أقسم ألاَّ يفارقها بأي ثمن وأنه سوف يقصف شعبه فى كل شارع وزنقة ودار..؟ فقد إستنسخ نظرية شمشون- عليَّ وعلى أعدائي- ..؟بعد أن مارس الدّجل على هذا الشعب باسم القومية العربية والأفريقية والجهاد طيلة أربعين عاماً..! والثوار المجاهدون لازالوا في حالة انعدام الوزن وغيرقادرين على الحسم..؟ومصراتة تئن بالأوجاع وسفك الدماء مستمر وحلف الناتو يتذبذب..؟ وفي سوريا حراك غيرمعروف الأبعاد والآفاق وحتى الخلفيات وفى غموض لايعرف من يقتل من..؟وقرارات الرئيس السورى صداها ضعيف بين المتظاهرين..؟ نقول إن تلك الثورات تكتسب يوماً بعد يوم أفقا جديدا يجعلها تقفزعلى كل التوقعات والمراهنات..؟ وطبعا التنبؤ بما ستؤول اليه هذه الثورات جميعها واستيعاب تداعياتها ونتائجها لأمرليس بالبسيط أوالقابل للتحقيق بيسر وسهولة..!وإنما يستلزم الكثيرمن الدقة والتأنى والتبصر..؟وعليه فالمراقبون قلقون من ولادة حُكامْ بعمم من رحم بعض هذه الثورات..؟