سقط 15 قتيلا على الأقل وعدد غير محدد من الجرحى في مظاهرات عمت المدن السورية أمس مطالبة بالحرية فيما أكد حقوقيون سوريون أن شعب بلادهم مصرّ على المضيّ قدمًا في المطالبة بالحرية، وأنه لن يتراجع بعد أن "سالت دماء الضحايا واتهموا السلطات السورية باستخدام عناصر خارجة عن القانون للهجوم على المتظاهرين" ، فيما رأى آخرون أن قضية اسقاط النظام بسورية لم تتحوّل حتى اللحظة الراهنة لمطلب شعبي يتفق عليه الجميع. وفي مدينة دوما المجاورة لدمشق أكد شهود عيان ان خمسة اشخاص على الاقل جرحوا أمس برصاص قوات الامن لدى تفريقها تظاهرة في المدينة. وفي حمص أفاد ناشط حقوقي في حمص ان قوات الامن السورية اطلقت النار أمس في المدينة لتفريق متظاهرين، ما اوقع قتيلا وجريحين على الاقل. وقال الناشط نوار العمر : إن قوات الامن "اطلقت النار على ثلاث مجموعات من المتظاهرين كانوا في طريقهم الى الميدان" للتجمع فيه في وسط المدينة، واضاف ان "شخصا قتل وشخصين على الاقل اصيبا بجروح"، واكد الناشط ان عدد المتظاهرين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة متوجهين في مجموعات للساحة الرئيسية "بلغ عشرات الآلاف". كما أكد الشيخ محمد خويفكية ان نحو عشرة الاف متظاهر تجمعوا في مركز مدينة بانياس الساحلية (غرب) للمطالبة باطلاق الحريات والتأكيد على الاصلاحات، وقال الشيخ خويفكية : إن "نحو عشرة آلاف شخص تجمعوا في مركز المدينة يدعون الى الحرية والوحدة الوطنية"، مشيرا الى "انضمام عدد كبير من اهالي قرية البيضا الى التظاهرة"، واضاف ان "المتظاهرين ثارت ثائرتهم عندما ظهر على المنصة ثلاثة معتقلين تم الافراج عنهم (الخميس) وبدت عليهم اثار التعذيب"، وتابع ان "المتظاهرين نادوا باسقاط النظام عقب رؤيتهم هذا المشهد"، وأشار الشيخ خويفكية الى "انتشار أمني واقامة نقاط تفتيش على مداخل المدينة". وأفاد ناشط حقوقي ان نحو مئتي شخص خرجوا للتظاهر في حي الميدان الواقع في قلب العاصمة دمشق بعد ادائهم الصلاة وهم يهتفون حرية حرية"، وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي : إن "المتظاهرين هتفوا الشعب السوري واحد وبالروح بالدم نفديك يا شهيد"، واضاف ريحاوي ان "المتظاهرين مروا امام جامع الحسن في حي الميدان حيث تم تفريقهم من قبل رجال الامن"، واشار الى ان "الاف المتظاهرين خرجوا للتظاهر في دوما (ريف دمشق) التي شهدت حضورا امنيا كثيفا"، كما تحدث عن "خروج نحو الف متظاهر في حرستا" ريف دمشق. وقال ان "تظاهرة جرت في مدينة الجديدة (10 كم غرب دمشق) شارك فيها نحو 150 شخصا هتفوا الله سوريا حرية وبس". وأكد ناشط حقوقي ان الاف الاشخاص خرجوا للتظاهر في درعا جنوب سوريا غداة حالة الطوارئ التي كانت مطبقة في البلاد منذ 1963، وذكر شهود عيان من درعا في اتصال هاتفي أن "بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر خرجوا من جميع الجوامع باتجاه ساحة السرايا في مركز مدينة درعا"، واشار الناشط الى ان المتظاهرين رددوا هتافات تطالب "بحل الاجهزة الامنية واسقاط النظام"، كما رددوا هتافات تدعو الى "الغاء المادة الثامنة من الدستور" التي تنص على ان "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة". وأكد حقوقيون سوريون أن شعب بلادهم مصر على المضيّ قدما في المطالبة بالحرية، وأنه لن يتراجع بعد أن "سالت دماء الضحايا واتهموا السلطات السورية باستخدام عناصر خارجة عن القانون للهجوم على المتظاهرين" ، فيما رأى آخرون أن قضية اسقاط النظام بسورية لم تتحول حتى اللحظة الراهنة لمطلب شعبي يتفق عليه الجميع ورأى رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان السورية عمار القربي أن الشعب السوري "بكل طوائفه ومكوناته الدينية والعرقية وأطيافه السياسية مصمم علي المضي في المطالبة بالحرية والديمقراطية ولن يتراجع أبدا خاصة بعد سقوط عدد كبير من القتلي واعتقال مئات في الاحتجاجات الأخيرة"، وقال القربي : إن "كيفية تحقيق مطالب السوريين هو أمر يعود للسلطات السورية.. فإما أن تتحقق مطالب الشعب بقرارات جريئة من قبلها أو عبر مزيد من التظاهرات والاحتجاجات والتضحيات من جانب أبناء الشعب"