تستهوني كمتابع مهمة توثيق ملامح الإنجازات المتميزة التي تؤديها القطاعات الحكومية، وأجد نفسي حريصًا على تسليط الضوء من خلال مساحة الرأي التي تتيحها لنا هذه الصحيفة القريبة من كل إنجازات الوطن باعتبار صوتها نبض المواطن.. وليسمحوا لي أن أضيف لها هذا الشعار الجميل بأن «صوتها نبض الوطن».. وقد وجدت قلمي منطلقًا لنقل ما تم وحدث في المؤتمر الدولي الثاني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، وقد وصلتني مجموعة من أوراق العمل التي تمت وكانت تُجسِّد أهمية الخطوة أو بالأحرى جدية المرحلة للتعليم الإلكتروني، الذي أصبح مهمة التعليم للأجيال القادمة. وقد أوضحت بعض تلك الأوراق أن التعليم الإلكتروني أصبح رافدًا أساسيًا وداعمًا قويًا لمنظومة التعليم وعنصرًا أساسيًا يدفع بعجلة التنمية إلى مجتمع المعرفة، والشيء اللافت أن عدد المشاركين في ذلك المؤتمر تجاوز ال 5000 مشارك وبلغ عدد المسجلين أكثر من 9700 مسجل، وكان عدد المتحدثين فيه 109 متحدثين من الباحثين الدوليين والمحليين والذين ينتمون إلى سبع عشرة دولة، وكان عدد الورش في هذا المؤتمر 24 ورشة عمل، فاقت العدد الذي كانت عليه ورش العمل في المؤتمر الأول حيث كانت 14 ورشة عمل فقط. وأعتقد أن هذا الزخم من الحضور للمشاركين والمسجلين والمتحدثين وورش العمل يعطي انطباعًا بأن انطلاقة التطور الشامل قد بدأت وهناك تعامل حضاري سيتم من خلال المؤتمرات والندوات والملتقيات كافة التي ستتم في هذا الخصوص على أرض بلادنا الغالية على كل الأصعدة، وهذا ما تؤكده رسالة وزارة التعليم العالي في المؤتمر والتي أعلنها وزيرها الطموح معالي الدكتور خالد العنقري الذي أكد أن وزارة التعليم العالي تسعى إلى دعم مسيرة التطور العلمي والمعرفي الذي تشهده المملكة سواء فيما وصلت إليه الجامعات السعودية من مستوى أكاديمي مرموق أو من خلال دعم التوجهات العلمية والبحثية واستلهام الخبرات العلمية الناجحة من أجل تعزيز العملية التنموية الشاملة وتحفيز بيئة حاضنة، ومناسبة للتوجه الواعي نحو الاقتصاد المعرفي، وقد كان ذلك من خلال ما تسعى إليه مسيرة التعليم، من خلال تشجيع التكامل بين أركان العملية التعليمية من أجل الوصول إلى مخرجات كفؤة ومنافسة في شتى المجالات، وفي واقع الأمر أن التوسع الكمي الذي يشهده قطاع التعليم العالي خلال السنوات القريبة كان نتيجة دراسة وتخطيط وعمل دؤوب على مدى سنوات طويلة استندت إلى الإيمان القوي بما لا يشوبه شك بأن الإنسان في هذا الوطن هو الثروة الحقيقية، والاستثمار الأمثل في المستقبل، وأن التعليم العالي هو الخيار الاستراتيجي الأمثل للنهوض بالوطن وقد توج ذلك كما نلمس دائمًا القرارات الشاملة والسامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رائد مسيرة التعليم والتي شملت العديد من الأمور التي أسهمت في تحقيق تلك المكانة المرموقة، التي تحققت للتعليم العالي في مملكتنا الغالية، ولا شك أن ازدياد أعداد الجامعات السعودية إلى 32 جامعة حكومية وأهلية تستوعب برامجها العلمية والتطبيقية نحو 92 في المائة من خريجي المرحلة الثانوية، قد حققت تزايدًا في عدد المبتعثين من أبناء الوطن من ثلاثة آلاف إلى أكثر من 100 ألف طالب وطالبة. لا شك أن هذه المحصلة الرائعة من الإنجازات التعليمية تجعل القادر على تسليط الضوء، يؤمن بأهمية السعي الجاد لكي يكون أمينًا في نقل تلك الصورة التي جسدتها مضامين المحتوى، ومسؤولية الكلمة إلى نقل موضوعي توثقه مرحلة العطاء المتواصل لمسيرة البناء في بلادنا الغالية التي أصبحت منظومة رائعة ومتكاملة من إنجازات الخير في بلد الخير من رجل الإنجازات الذي رسم لوطنه حقيقة وواقع المرحلة التي نطلق عليها جميعًا مرحلة البناء والتعليم سعيًا لتحقيق الإنجازات.. والله الموفق. [email protected]