رغم أن الدولة قد أولت أهمية قصوى لقطاع السياحة وأنشأت من أجل هذا الغرض مجلسًا أعلى إلا أن المواطنين ما زالوا بعيدين عن هذا المجال، حيث لم يدفعهم فضولهم العلمي بعد إلى توجيه أبنائهم نحو التخصص في مجال السياحة مفضلين دائمًا اختصاصات ذات علاقة بالطب والهندسة على أنواعها والعلوم التكنولوجية ومتفرعاتها. والسياحة هي صناعة مهمة ككل القطاعات الإنتاجية وينتظرها مستقبل واعد وبخاصة أن المملكة لديها كل مقومات بناء صناعة سياحية بدءًا من المناطق الأثرية ذات الدلالات التاريخية العريقية، مرورًا بالمصايف التي تتمتع بمناخات رائعة، والصحاري وتنوعاتها البيئية، وصولًا إلى السياحة الدينية التي تشهد باطراد تزايدًا في الإقبال. ورغبة في تعميم الفائدة نوضح أن قطاع السياحة يشكل 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي و6.9% فيما لو استثنينا المردود النفطي حيث ان الإيرادات من السياحة وصلت إلى 40 مليار ريال عام 2008 و66 مليار ريال عام 2010، ويتوقع لها الوصول إلى 118 مليار ريال عام 2015 ونحو 232 مليار ريال عام 2020. ويحصل هذا النمو الملموس في ظل انعدام وجود ثقافة سياحية قادرة على ابتداع الأفكار الخلاقة التي لا يمكن لها أن تنمو وتترعرع إلا في مناخ حاضن لها من قبل المواطنين وأصحاب الرساميل الذين حان الوقت لكي يوجهوا استثماراتهم إلى قطاع السياحة لجهة انشاء المطاعم والفنادق والملاهي والمقاهي ووسائل النقل ووكالات تنظيم الرحلات، إضافة إلى اصدار المطبوعات والبروشيرات التي تعرف بالأماكن السياحية مع ما يستدعي ذلك من القيام بحملات اعلانية ودعائية وعروض تنافسية لأفضل الخدمات وأرخصها. فهل يعقل أن المملكة بما حباها الله من جمال وثروات، وبما لها من تاريخ يمتد إلى غابر الأزمنة ليس فيها سوى 4563 شركة سياحية منها 1503 وكالات سفر وسياحة ومشغل للحج والعمرة؟ وهل يعقل أن قطاع السياحة القابل لجذب مئات المليارات لم يتم الاستثمار فيه حتى الآن إلا بمبلغ 16 مليار ريال؟! [email protected]