“متى أحصل على منحتي ؟” .. هذا هو لسان حال ما يزيد عن 25 ألف مواطن ومواطنة بينبع تقدموا بطلباتهم للحصول على منح أراض خلال العقدين الماضيين، فيما كانت آخر دفعة منح تم توزيعها في عام 1412ه، ومن بعدها انقطعت أخبار المنح. المواطنون وصلوا إلى مرحلة اليأس من الحصول على المنحة المنتظرة منذ سنوات، ولم يبق لهم سوى شائعات وأقاويل يرددها البعض هنا وهناك عن قرب تحقق الحلم، ثم ما تلبث أن تظهر الحقيقة المرة “لا أمل في الوقت الحالي” .. ويأمل أهالي ينبع في تكوين لجان لبحث هذه المشكلة ومعرفة أسبابها وإيجاد حلول عملية تعيد الأمل الغائب إلى نفوسهم، خاصة بعد إحداث وزارة الإسكان ومن قبلها الهيئة. أسباب المشكلة وتتلخص مشكلة المنح في عدم توفر الأراضي، وذلك لسببين رئيسيين، أولها الصكوك العائمة غير محددة المعالم والتي يمكن تطبيقها في اي موقع، ومن ثم البحث عن سبب يجعلها مميزة ورسمية، وهي بمساحات كبيرة، وثاني الأسباب أصحاب الأراضي والمخططات المهجورة، وهي نظامية بطبيعة الحال لكن لا يستفاد منها رغم وجودها في مواقع حيوية وسط البلد إلا أن ملاكها لا يريدون بيعها أو التصرف فيها. وخلال العقدين الماضيين تزايد عدد السكان في محافظة ينبع ووصل إلى 300 ألف نسمة كأكبر نسبة سكان في المنطقة بعد المدينةالمنورة، وذلك بحكم تواجد مدينة ينبع الصناعية واستقطابها للكثير من الموظفين الذين اختاروا الاستقرار بها، وهذا ما زاد نسبة الإقبال على المنح. لا نريد تخديرا إعلاميا ويؤكد المواطن خالد العقيبي أن مشكلة المنح أصبحت تتصدر مجالس ينبع، والكل يمكنه أن يفتي فيها، فمنهم من يستند إلى رواية أحد أقاربه في البلدية، وآخر يتحدث عن خبر قرأه في إحدى الصحف، وهكذا .. ولكن الحقيقة تظل غائبة حتى الآن، ونريد من البلدية أن تتحرك لمعالجة هذه المشكلة التي طال أمدها، ولا نريد تخديرا إعلاميا حول هذا الأمر، بل نريد وعودا صريحة وواضحة في المرحلة المقبلة لكي يعرف المواطن الحقيقة الجلية. لجنة للتحقيق في المشكلة بدوره يقول نبيل الجهني: لا جديد في اخبار المنح، ففي كل يوم نقرأ في الصحف عن بلديات وأمانات في مناطق مختلفة تدعو المواطنين لحضور قرعة المنح، فيما نحن في ينبع ننتظر مثل هذه الدعوة منذ ما يزيد عن 20 عاما، ولا شيء سوى تحديث البيانات من وقت لآخر، لماذا لا نكون مثل المناطق الأخرى في سرعة توزيع المنح؟. وأضاف: يبدو أننا بحاجة فعلية إلى تكوين لجنة للتحقيق في هذه المشكلة مع المعنيين في البلديات من أجل إيجاد حلول تضعنا على أول الطريق الصحيح باتجاه حلها. --------------------------------------------------------- البلدية: ننتظر تنظيمات هيئة الإسكان “المدينة” نقلت شكوى المواطنين وآمالهم إلى رئيس بلدية ينبع بالنيابة محمد لطيف المحياوي والذي أوضح أن عملية المنح تمر بأربع مراحل أولاها اعتماد المخطط، ثم تنزيله على الطبيعة، ويليه عمل بيانات الموقع، وأخيرا إعلان أسماء المواطنين المستحقين للمنح بالصحف المحلية ودعوتهم إلى مراجعة البلدية لحضور القرعة. وحول الآلية المتبعة في ذلك حاليا، وهل تتم عبر ربط قوائم الانتظار بهيئة الإسكان أو تسليم أراضي المنح للمتقدمين من قبل البلدية وعدم إفراغ الأرض إلا بعد بنائها أجاب: “نحن الآن في انتظار التنظيمات من قبل هيئة الإسكان، هل ستكون عبر تسليم المنح للمواطنين ومن ثم تخييرهم بين أن يبنوها على نفقتهم أو أن تبنيها لهم هيئة الإسكان، وبين تسليم الاراضي كاملة للهيئة ونقل قائمة الانتظار من البلدية إليها، وما نؤكد عليه في كلتا الحالتين هو أن قوائم الانتظار موجودة والأولوية ستكون حسب أقدمية التقديم”. --------------------------------------------------------- المجلس البلدي: مخطط في الشرم وأخرى قيد الاختيار ستسلم ل “الهيئة” أوضح نائب رئيس المجلس البلدي بينبع احمد الرفاعي ل “المدينة” أن المجلس ناقش خلال اجتماعه مؤخرا مخصصات الأراضي لهيئة الإسكان، وبالفعل تم تخصيص مخطط متكامل في منطقة راقية بالمحافظة قريبا من شرم ينبع وهو مخطط “د4” وستقوم البلدية بتسليم المخطط للهيئة. وأضاف: هناك أيضا مخططات جديدة جاري العمل على اختيارها من اجل تسليمها إلى هيئة الإسكان، وستكون في مناطق مختلفة بالمحافظة، ولكن حتى الآن لم يتم اختيار موقع بعينه، ونتطلع إلى أن تكون هذه المواقع شبيهة بالموقع الأول الذي سيسلم للهيئة في شرم ينبع. وطالب الرفاعي وزارة الشؤون البلدية والقروية بتوضيح آلية توزيع المنح لذوي الدخل المحدود، خصوصا وأن قوائم الانتظار في ينبع وصلت إلى ما يزيد عن 25 ألف متقدم، هل سيتم تحويل هذه القوائم إلى هيئة الاسكان، ام ان هناك منحا سيتم تسليمها للمواطنين بشرط عدم التملك الا بعد بنائها والاستفادة منها؟.