من المفترض أنه عند تسلم أي منشأة حديثة البناء، فإنه ينبغي أن تكون سليمة من أي خلل قد لا يتطابق تنفيذه مع الشروط والمواصفات المعدة له، ومتى ما فقدت تلك المنشأة لأي من مواصفاتها، فإن ذلك يعني فقدان استمراريتها وثباتها، وكذا ينطبق الحال على المبنى المدرسي المنشأ حديثًا، بحكم أن المبنى المدرسي الحكومي عامل مهم في تمكين المدرسة من تأدية رسالتها، فعندما نحكم على صلاحيته فإن ذلك يعني أنه يجب أن تتوفر في مواصفاته قوة الإمكانات المتاحة من حيث الموقع والمساحة وسلامة البناء ومطابقته للشروط والمواصفات المخطط لها من قبل مجموعة من الاختصاصيين في مجال البناء والمقاولات!! ومتى ما حصل خلل في التنفيذ فإن الهدف الذي أنشئ من أجله البناء يتبدد شيئًا فشيئًا.. فالبيئة المكانية التي من المفترض أن تكون آمنة للتعلم والتحفيز والتي يطمح إليها المتعلم افتقرت لأهم مقوم من مقوماتها.. وهو سلامة البناء وصلاحيته. والأمثلة في الميدان تقف شاهدة على كل مقصر تغاضى أو تهاون أو تساهل.. ألا يكون من اللافت للنظر والمثير للتساؤل أنه فور الانتهاء من إنشاء المدارس الحكومية الحديثة وتسليمها لمديرات المدارس، تتكرر الشكوى ذاتها عن رداءة مواد البناء أو تصدع الجدران أو هبوط الأرضيات، وانسداد دورات المياه نظرًا لسوء السباكة فيها، أو التمديدات الكهربائية المكشوفة والممتدة على أرضية فناء المدرسة الخارجي!! أي مقاول أو أي مؤسسة أرسيت عليهم مثل هذه المشروعات المهمة ولمصلحة من!؟ ولماذا تتكرر نفس الشكوى عن ذات الخلل!؟ والشيء بالشيء يذكر في أعمال الصيانة والترميم، فالمشروعات العالقة بين المماطلة والتلكؤ تمتد وتطول، ولا بأس أن تحول المدرسة إلى مسائي لمدة قد تمتد إلى عامين أو أكثر، وهذا واقع آخر يشهد عليه سيل التقارير والمراسلات والاتصالات على قسم الصيانة الذي يصر على معالجة سوء الصيانة.. بسوء الصيانة!! مرصد: مدير عام التربية والتعليم في مدينة جدة الأستاذ عبدالله الثقفي: علمنا عنك الأمانة والخوف من الله، نأمل منكم متابعة الأخطاء السالفة الذكر تفاديًا لتكرارها.. والأخذ بيد من حديد على كل مقصر، حتى لا يضيع تطوير التعليم بين دهاليز رداءة المبنى المدرسي وسوء الصيانة! والله الموفق. [email protected]