أحمدي نجاد ، الرئيس غير المنتخب في إيران ، والذي اغتصب السلطة من خلال انتخابات فاز بها الاصلاحيون بزعامة أمير موسوي ؟!! ، وقمعه لمظاهرات سلمية في إيران للإصلاحيين الذين تمت مصادرة حقوقهم الانتخابية ، بل الزج في السجون لقادة الإصلاح ، وقمع وتكميم أفواه أي إيراني يتكلم عن عدم نزاهة الانتخابات الإيرانية ، والتدخل السافر في تلك الانتخابات بل وإلغاؤها عندما عبر الشعب الإيراني عن رفضه وعدم رغبته باستمرار المحافظين في السلطة ، الذين خربوا بل دمروا العلاقات الطيبة وحسن الجوار بين إيران ودول الخليج العربي وبقية دول العالم العربي بل والعالم بأسره والتي كانت موجودة منذ عهد الشاه ، من خلال ، كما أشرنا ، تدخلاتهم المستمرة لتغطية المأزق الداخلي من الفقر والبطالة والبنى التحتية المهترئة ،وإهدار المال العام في تصدير الثورات والأسلحة النووية المزعومة وغيرها، والحكم البوليسي الذي تمارسه حكومة نجاد ومن حوله ممن يسمون بالمحافظين على الشعب الإيراني ، والعزلة الإقليمية والدولية التي يعاني منها هذا النظام البائس ، نجده الآن «يشجب»؟!! تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين ، بناء على طلب الحكومة البحرينية ،وفق اتفاقية الدفاع المشترك لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي ، وكأن البحرين محافظة إيرانية تابعة لنظام المرشد الأعلى في إيران وليست دولة ذات سيادة عضوة في الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وبقية المنظمات الدولية ؟! الغريب في الأمر أن إيران ، على الرغم من تدخلاتها المستمرة الفوضوية ، غير الأخلاقية وغير القانونية ، لم تحرك ساكنا وتشجب تدخل القوات الأمريكية بل واحتلالها وتدميرها للعراق كبلد ذي سيادة وعضو في الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الدولية ، واحتلالها لبلد ذي سيادة على الرغم من أن لا الحكومة العراقية السابقة برئاسة الرئيس صدام حسين ولا الشعب العراقي طالبوا بتلك القوات وبذلك الاحتلال بل إن إيران والمعارضين العراقيين في الخارج هم من دفعوا الرئيس الأمريكي بوش باحتلال العراق وتدميره من خلال أكاذيبهم بان صدام لديه أسلحة دمار شامل وأنه دكتاتور يشكل خطرا على المنطقة وإسرائيل بالذات ؟!! كما صرحوا في السابق . احمدي نجاد وغيره من المسؤولين الإيرانيين وهم كثر يحاولون دائما تشتيت الانتباه عن الوضع الداخلي المزري في إيران من خلال تدخلاتهم في عالمنا العربي والخليجي بالذات ، وبالأمس القريب يحاول نجاد هذه المرة إتباع أسلوب مغاير ، بعد أن فشل وانكشف وتعرى بتدخلاته السافرة في دولنا الخليجية يتمثل باستمالة الشعب المصري من خلال تصريحاته بأنه يريد إقامة علاقات طيبة مع مصر ، أو بمعنى آخر تطبيع العلاقات بعد أن قام الملالي والآيات في إيران بتسمية إحدى شوارع طهران باسم السيد خالد الاسلمبولي ، الذي اغتال الرئيس الراحل أنور السادات ، وتدخلاتها المباشرة في مصر فيما عرف بخلية حزب الله في مصر وغيرها من التدخلات التي لا تشجع الشعب المصري وثورته على إقامة علاقات مع حكومات إيرانية متعاقبة لا هم لها إلا تصدير الثورات والفتن لأية دولة في العالم دون استثناء . آخر الفضائح لحكومة نجاد وتدخلاته المشينة في خليجنا العربي تتمثل بالتجسس على دولة الكويت ، واكتشاف حكومة الكويت لثماني شبكات تجسس إرهابية تقودها إيران لزعزعة أمن دولة ذات سيادة ، على الرغم من أن الكويت أولا لها علاقات متميزة مع إيران وتدافع عن إيران في كل محفل إقليمي أو دولي ، وثانيا أن الحكم الذي صدر بحق المتهمين كان حكما قضائيا ، أي صادرا من المحكمة وليس سياسيا ، وثالثا الكويت غالبية سكانها من السنة ، وهذا يثبت بالدليل القاطع أن العملية ليست «فزعة» للمذهب الشيعي بل إن إيران تريد بسط نفوذها الفارسي على منطقة الخليج العربي بعد أن أزاحت الرئيس صدام حسين - غفر الله له - الذي كان يخرس حكام إيران من الآيات والملالي الأثرياء الذين يبحثون عن السلطة والمال وآخر اهتماماتهم الشعب الإيراني المغلوب على أمره الذي تورط بالخميني وأتباعه . وزراء خارجية دول مجلس التعاون أدانوا بشدة التدخل الإيراني في منطقتنا الخليجية ، وهذا من وجهة نظري وغيري غير كاف بسبب التورط الإيراني المستمر في زعزعة أمن واستقرار شعوبنا ودولنا الخليجية والعربية ، فالمجاملات مطلوبة من قبل مجلس التعاون الخليجي للشعب الإيراني المسلم المغلوب على أمره ولكن ليست مطلوبة الآن لحكامه الذين لا يعرفون أبجديات السياسة والأعراف الدبلوماسية والقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تؤكد دائما على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول . دول مجلس التعاون الخليجي يجب أن لا تستمر في أسلوب تعاملها مع حكام إيران ، هذا الضلع الأعوج،على أساس حسن النوايا ، وعلى أساس ليت ولعل وعسى أن يغير حكام إيران من سلوكياتهم الخاطئة والشاذة تجاه دولنا ، وكما قلت في مقالات سابقة بان شعوب دول المجلس تريد إنهاء هذه العلاقة الشاذة التي تتبعها إيران مع شعوب المنطقة أقلها قطع العلاقات مع النظام الحاكم في إيران ، ووقف جميع التعاملات التجارية والاقتصادية والطيران المدني من والى إيران وغيرها ليس ذلك فحسب بل ومع أية دولة عربية تساند هذا النظام مهما كانت لأن أمننا الوطني والخليجي فوق كل اعتبار. الرئيس صدام حسين حذر قبل إعدامه من الإيرانيين ومن الأمريكان ، وتحذيره كان في محله ؟!! وعلى الشعب العراقي بجميع أطيافه أن ينفذ وصيته برفض الوصاية الإيرانية على العراق ومن هؤلاء العملاء لإيران وللغرب الذين حولوا العراق ، بلد العلماء والحضارة وبلد المسلمين بجميع مذاهبهم، وبلد المسيحيين والأكراد والتركمان وغيرهم إلى خرابه ومزبلة. الحقيقة أن الرئيس صدام حسين رغم اخطائه الكثيرة في حق نفسه وشعبه وجيرانه العرب الا انه أدب إيران وهزمها هزيمة نكراء وكان واقفا شوكة في حلق الإيرانيين الفرس والآن إيران ماضية في مخططها الإرهابي في خليجنا بعد أن تخلصوا من الرئيس صدام حسين . دول مجلس التعاون في خليجنا العربي عليها مسؤولية مراقبة الحدود البحرية والمجالات الجوية والمنافذ البرية للحد من المتسللين والمندسين من العملاء ومن رجال الاستخبارات وبخاصة الدبلوماسيين الذين يملأون القنصليات والملحقيات العسكرية والثقافية والإعلامية والتجارية في السفارات الإيرانية والعراقية وتقليص أعدادهم إلى أقل عدد ممكن ومراقبتهم مراقبة لصيقة من قبل رجال المباحث والاستخبارات العامة لحماية جبهاتنا الداخلية في كافة دول المجلس . وأخيرا دول مجلس التعاون تملك الثروة والمواقع الإستراتيجية والأهم من ذلك الشعوب التي تقف ملتفة حول قياداتها ، إلى جانب أن قوة الدول تكمن ليس بكثرة الأعداد البشرية بل إن الحروب الآن تعتمد وبشكل أساسي على التقنية العسكرية الحديثة التي يجب استغلالها الاستغلال الأمثل للدفاع عن أوطاننا وسوف تعرف إيران أنها بتدخلها في أوطاننا الخليجية ومؤامراتها لم تحدث الفرقة والانقسام كما كانت تتوقع بل العكس من ذلك أحدثت وحدة وتماسكا بين الشعوب والتفافا حول قادة جميع دول مجلس التعاون كنا نحلم به منذ وقت طويل والآن تحقق . [email protected]