في حوار ساخن بينهم حمَّل شباب وكبار عسفان رئيس بلديتهم مسؤولية تردي أوضاع الخدمات، ووضعوا أمام مجلسهم حزمة مطالب ألقوها على طاولة الحوار بواقعية، وشددوا من خلالها على أهمية توحد جهود البلدية وأعضاء المجلس لتلبية حاجات المواطنين وإنهاء معاناتهم، مشيرين إلى أن معايير نجاح المجلس تتمثل في قدرته على العمل يد واحدة مع البلدية، من أجل تخليصهم من ملوثات المصانع المخالفة وتمكينهم من ترميم وتوسعة مساكنهم ومنحهم فرصة التوطن والاستقرار في ديارهم. ومن جانبه نجح المجلس ورئيس البلدية في امتصاص موجة غضب الأهالي ووعدوهم بتظافر الجهود وتوحيد الطاقات بين المجلس والبلدية من أجل تلبية مطالبهم ورفع معاناتهم وإنهاء مشاكلهم إلى اقصى حد تسمح به إمكاناتهم. “المدينة” حضرت اللقاء الساخن ورصدت أبرز محاوره، التي نوردها في هذا الموضوع: في البداية ذكر أبو عبدالله محمد أن معايير نجاح المجلس ليس السفلتة وأعمدة الانارة وتحسين المداخل، ولكن تخليص الأهالي من التلوث الناتج من مزارع الدواجن ومصنع البلاط التي تنفث سمومها في صدورهم للسكان، والتحدي الثاني وقف نزيف هجرة الشباب، والتحدي الثالث إعادة الانتعاش الاقتصادي للمحلات بتمكينها من مزاولة أنشطتها، والرابع إعادة غرب عسفان لشرقه حفاظا على هوية البلدة ومكتسباتها، فهذه هي مرتكزات تنمية البلدة ورقي أهلها وأملنا كبير في مجلسنا ورئيس بلديتنا بتحقيقها فإن نجحوا في ذلك فقد نجحوا. وقال محمد عاقل: إن عددًا من مكنوا من العمل من المتقدمين لوظائف بلدية عسفان من شباب المنطقة ضئيل جدًا مقارنة بعدد المعينين من خارج المنطقة. وأوضح محمد مسعود ومحمد دخيل الله وعبدالله أبو محمد أن أهالي عسفان والقرى التابعة لها أكرهوا على الهجرة من قراهم بعد تشديد الخناق على مواد وآلات البناء عليهم وجدوا أنفسهم محرومين من التوطن والاستقرار في المنطقة. وقالوا: نريد منحنا فرصة إنشاء مساكن داخل أسوارنا وبجوار أهالينا على اراضينا، ونريد السماح لنا بإزالة مساكننا المتصدعة الأركان المتهاوية الأسقف، وإنشاء مبانٍ حديثة وعاتب الدكتور حمد البشري البلدية على تضييقها الخناق على المواطنين في قراهم، وقال: البلديات في كل دول العالم تعمل على التطوير لا التدمير وتعد معول بناء لا هدم ولنا أمل كبير في أن تضع بلديتنا والمجلس عسفان على طريق التنمية وكتابة شهادة ميلاد جديدة لها بعد السنوات العجاف التي قاست ويلاتها، وطالب عبدالله هيزع وعبدالله محمد وأبو أديب عطية الله بن هندي بجعل عسفان داخل النطاق العمراني ليتمكنوا من استخراج صكوك استحكام على أراضيهم. فيما أبدى عبدالرحمن وصل ومحمد ناشر استياءهما من تجاهل حاجة الشارع العام للإنارة وعدم إصلاحها لتعطل عمل 83 عامودًا منها وتركها الشارع العام في ظلام دامس، وأبدى أبو محمد عبدالله مخاوفه من تأثير البلدية على فاعلية المجلس البلدي الحالي لا سيما في ظل غياب الأعضاء المرشحين من قبل الأهالي. مخططات سكنية من جانبه بدأ رئيس بلدية عسفان المهندس عبدالماجد الشيخ في الإجابة على أسئلة المواطنين، مشيرًا إلى أن البلدية لن تألو جهدًا في سبيل توفير الخدمات الاساسية لجميع قرى وأحياء عسفان، لافتا إلى أنها لم يمض على افتتاحها سوى عام واحد، وأضاف بقوله نحن نعمل من أجل ايجاد مواقع لاقامة المخططات السكنية والحدائق ومقار الانشطة الشبابية، وقال: هناك معوقات وصعوبات تحول بيننا وبين تحقيق ما يصبو اليه المواطن، وسنسعى جاهدين لمواجهة وتذليل ذلك، بما يحقق التوازن بين المصالح وما تقتضيه طبيعة العمل. وأكد أن عددا من مشاريع السفلتة سيتم تنفيذها في قرى فيدة والحاير والمحسنية والمقيطع والحميمة وعسفان، كما سيتم تسوير عدد من المقابر في المنطقة وكذلك ازدواجية الشارع العام وانارته وترصيفه. النطاق العمراني رئيس المجلس البلدي الدكتور عواض البشري أثنى على تفاعل الحضور ومشاركتهم الإيجابية في تشخيص واقع البلدة بكل شفافية، لافتا الى أن البلدية والمجلس وجدوا في مشاركات الأهالي وآرائهم أسسًا ومنطلقات يبنون عليها خطتهم الاستراتيجية لتطوير المنطقة، مشيرًا إلى أن المجلس ناقش في جلسات سابقة إدخال عسفان ضمن النطاق العمراني ونقل المصانع المقامة بجوار الأحياء السكنية ومشاريع السفلتة والإنارة لشوارع القرى وربطها بالطرق الرئيسية وتهذيب وتطوير الشارع الرئيسي بعسفان وتحسين المداخل ومعوقات البناء ورخص المحلات. وأكد نائب رئيس المجلس البلدي مبارك عبدالرحيم أهمية وعي وإدراك المواطنين لمهام المجلس البلدي واطار مسؤوليته وحدود صلاحياته، كما أن المجلس لن يحقق الاهداف المتوخى تحقيقها بمعزل عن دعم وتشجيع وثقة وتواصل الأهالي.