ازدواجية اللغة من مثالب هذا العصر، وأبلغ مثل لها أن يقتحمك المتحدثون باللغة الإنجليزية وأنت في عقر دارك، وفي وطنك. والازدواجية في اللغة في بلادي، عندما يتحدث ابن الوطن بلغة شكسبير، الذي يتحدث عن همومك، وعن بلادك، وعن مائك، وأرضك، وبحرك، وما عليك أيُّها المشارك إلاّ أن تستعين بالشيخ «قوقل» ليترجم لك بعض المصطلحات البنكية أو التجارية والمالية والتقنية التي خلت منها لغة شكسبير. والازدواجية في اللغة من منظور آخر، ظاهرةٌ اجتماعيةٌ لا تختصُّ بها مجموعة من الناس، بل لا يكادُ يخلو منها مجتمعٌ في الأرض، لكن حضورها في بلادنا نوع من الوجاهة، لتعطي بريقًا لامعًا للمنشأة، وللمتحدث في محافلنا ومنتدياتنا، ولو كان سيف الدولة الحمداني عاصرنا لعدَّل في قصيدته: الخيل والليل والبيداء -ولغة شكسبير- تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم ما يعنيني في هذا السياق هو اللغة الإنجليزية التي تطغى على المنتديات والمحاضرات والتشريفات وغيرها، حين تصبحُ (مظلةً) للتضارب السلوكي بين الأقوال والأفعال، غالبًا ما تُتَّخذُ سَبيلاً لتبرير المنظمين للفعاليات، أتساءل: من هم المنظمون؟! من هم المنفذون؟!. وفي منتدى جدة الاقتصادي لدورته الحادية عشرة لعام 2011م، الذي اختتم مؤخرًا برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، بعنوان (متغيّرات القرن الواحد والعشرين)، وشهد المنتدى خلال جلساته العديد من الحوارات الإيجابية، كان آخرها الجلسة التي التقى فيها أمير منطقة مكة مع الشباب في منتدى جدة الاقتصادي الحادي عشر بجدة، الذي ترأسه أخي الدكتور ماجد بن عبدالله بن عثمان القصبي، وأثلج صدورنا بجلسات المنتدى بلغته العربية، وقد كان المنتدى ناجحًا بلغته العربية، وتنظيمه، وضيوفه، وحضوره. لقد أدار المنتدى رئيس المنتدى الدكتور ماجد القصبي، وفريق العمل، بمهنية ومسؤولية، عندما نقل المنتدى من حال إلى حال. فعلوا ذلك بحرفية مشهودة، وهدوء وضمير. فلك الشكر يا ماجدنا. [email protected]