في خطوة استباقية، وردًّا على الخطوة التي اتخذها فرع جمعية الفنون بجدة بتأجيل الاحتفال بيوم المسرح العالمي، والذي وافق يوم الأحد ما قبل الماضي (27 مارس)، ورغم أن كثيرًا من الفروع احتفلت بهذه المناسبة، ومنها فرع المركز الرئيسي بالرياض، قام الفنان ياسر مدخلي مخرج المسرحية التي كان من المقرر لها أن تُعرض في ذلك اليوم، بتقديم مسرحية أخرى على مسرح بيت الشباب بجدة، تفاعلًا منه مع هذا الحدث العالمي، فقدم مسرحية لم تتجاوز ال “خمس دقائق”، ودارت حول “التاج بين أوديب وهاملت”، أدّى فيها دور أوديب الأعمى الفنان ياسر مدخلي، فيما تقمّص محمد بحر شخصية هاملت، ليتصارعا حول التاج، في إسقاطات وإيحاءات تم اقتباسها من الأدب العالمي ومسرحيات شكسبير. وقد تزامن تقديم هذا العرض المسرحي مع تكريم للفنان المسرحي هاني مدني، والذي تحدث خلال تكريمه عن ضرورة دعم المسرح من خلال إيجاد معاهد وأكاديميات خاصة، وحمّل وزارة الثقافة والإعلام الدور الأكبر للاهتمام بالمسرح للنهوض به نحو الأفضل، في الوقت الذي أكد فيه أنه لا أمانة جدة ولا حتى الغرف التجارية هي الجهات المخولة بدعم المسرح، حتى وإن كانت جهودها لا يمكن أن ينكرها أحد، خصوصًا في مدينة حضارية كجدة. وتطرق مدني في حديثه عن الفرق المسرحية وضرورة دعمها المباشر من قبل الوزارة دون اللجوء إلى أخذ تصاريح وإجراءات بيروقراطية من شأنها أن تحد من عملها، كما عرج على غياب العنصر النسائي وضرورة دعمه، وكذلك وجوب الاهتمام بمسرح التليفزيون. الحفل شهد أيضًا تكريم الكثير من الأسماء الفنية والإعلامية، كالفنان هاني ناظر والذي أشار بدوره إلى ضرورة اهتمام الوزارة بدعم المسرح دون اللجوء إلى الغرف الصناعية التجارية. تلا ذلك تكريم للجهات الداعمة وتكريم لأعضاء الفرقة. من جانبه أبدى الفنان ياسر مدخلي تذمره الشديد من عدم عرض المسرحية والتي كانت ستُعرض احتفاء يوم المسرح العالمي كما كان مقررًا لها، معربًا عن أسفه لعدم عرض المسرحية والتي كان عنوانها «قصة حديقة الحيوان»، أسوة بكل المسرحيين الذين يحتفلون به في كل أنحاء العالم، في الوقت الذي دبّ فيه خلاف بين المدخلي والجمعية، حول مكان عرض المسرحية، والتي ترى الجمعية أن تعرضها في خيمة مقرها، فيما ارتأى المدخلي أن يتم عرضها في مكان آخر.. كل ذلك كان قبل أن يتفاجأ بتأجيل المسرحية وأن عرضها سيكون في وقت لاحق. إلى ذلك أشار مدير الفرع عبدالله باحطاب إلى أن تأجيل عرض المسرحية كان بسبب عرض أوبريت أقيم مساء اليوم نفسه المتزامن مع موعد عرض المسرحية بمناسبة الاحتفاء بعودة خادم الحرمين الشريفين، منوهًا بأنه من الممكن عرضها في وقت لاحق على ألا يتجاوز عرضها اليومين المقبلين (وفق ما أشار في ثنايا حديثه)، ورغم أنه مر الآن أسبوعان وانتهت المناسبة والمسرحية المزعومة لم تُعرض!