لم تشهد المنطقة المركزية بالمدينة المنورة وطرقاتها وأرصفتها طيلة السنوات الماضية كثرة البساطين من العمالة الوافدة كما هي عليه الآن، وكأنّ العمالة الوافدة رصدت تراجعًا ملموسًا من المراقبين المعنيين بمتابعة البساطين، وتنادوا بصورة منظمة لملء الطرقات والأرصفة ببضائع مزجاة، بعضها على الأرض، وأخرى بعربات يدوية لسرعة الحركة من شارع إلى آخر لمطاردة الزوّار والمعتمرين، بل جدّت على الساحة عمالة وافدة خلال الأيام الماضية -ولازالت- وكأنها على موعد مع العمالة التي ملأت الأسواق، ولسان حالهم يقول: طالما ركن المراقبون للراحة لسبب أو لآخر، فلماذا نفوّت فرصة سنحت لنا.. فكما غطينا الأسواق الكبيرة، فماذا يمنعنا من تغطية الأرصفة والطرقات..؟! المتابع لحركة البساطين يستنتج من أزيائهم وسمتهم أن أكثر العمالة المنتشرة داخل المنطقة المركزية وخارجها مولودة الساعة في هذه المهنة، ممّا يدل على تنظيم مسبق فيما بين عمالة السوق والقادمين للتو. وأنا على يقين بأن نسبة كبيرة منهم -إن لم يكن جميعهم- يقيمون بصورة غير نظامية، ومع أن تغطية الأرصفة والطرقات بالبساطين يؤثر على أصحاب المحلات الكبيرة التي تؤجر بأسعار باهظة، ولكن ما يهون الاستغراب أن الطينة من العجينة، فجميعهم وافدون، وما للمتستر السعودي غير القشور، وربما يقوم بتسديد الجزاءات التي تسجل على متجره، فأين مراقبو الأمانة، والجوازات، ومكتب العمل، وما تُسمّى بوحدة الضبط..؟! فإن بغيابهم وترك الدرعا ترعى منذ فترة غير قصيرة بالصورة التي لم يسبق لها مثيل بالمدينة المنورة، يخرج سؤال من دوامة الحيرة التي تنتاب كل غيور على وطنه، وصيغة هذا السؤال: هل اتفق المراقبون كما اتفقت العمالة غير النظامية بسحب كل شيء من يد المواطن، بانصرافهم عن عملهم ليزداد الطين بلة، بغياب ملموس عن الميدان؟ ولصالح مَن يا ترى؟! سؤال كبير وعريض، وإجابته هي تحريك ركود الرقابة إلى متابعة فاعلة للحد من هذا التسيب.. والله المستعان. [email protected]