كم هو جميل أن يُصفع (بضم الياء) الباطل بالحق والخيانة بالولاء حقيقتان جبل عليهما شعب المملكة العربية السعودية منذ نعومة أظفاره جيلا بعد جيل في عالم مضطرب يسوده الفوضى وتقطع ظهره الانقسامات التي خدمت العدو على مختلف الأصعدة ألا ليتهم يعلمون مغبّة هذه المظاهرات العشوائية دون تروٍ أو روّية ورجوع إلى المرجعية الراسخة عقليا ودينيا في ظل تحالفات وأطماع تصطاد في المياه العكرة.. كم في ديننا من محاذير وتحذيرات ينجم من تجاهلها سلبيات يصعب علاجها مدى الحياة إن لم يدركنا الله تعالى استغلالا واستعمارا بكل صنوفه وأنواعه وانتزاعا للحرية والكرامة والخصوصية لاسيما ونحن أمام قضية مصيرية لجزء غال من بلادنا العربية يحتضن ثالث المسجدين الشريفين يؤمه المسلمون للصلاة فيه . ناهيك عمّا يلوح في أفق المنطقة من إرهاصات طائفية تنذر بخطر يهدد أمن المنطقة . رويدكم يا عرب فالعدو قد اقترب .. افتحوا أعينكم .. تمسكوا بدينكم في ظل هذه المتغيّرات والتحركات السياسية والاطماعية والعدوانية . في يوم الجمعة 6/4/ 1432ه راهن بعض المغرضين والحاسدين والحاقدين على محاولة يائسة للتغرير بمن تعشّموا فيهم الانزلاق في أهوائهم وأوحالهم إلا أنهم منوا بفشل ذريع وإحباط فظيع وأدركوا من أرض الواقع أن دون ذلك خرط القتاد وتفتيت الصخر .. أعلن ذلك سمو النائب الثاني الذي أشاد بهذا الموقف البطولي الوطني المشرّف .. وأعلن حفظه الله اعتزازه بهذا الشعب وقد تربّى على أرض هذه البلاد التي احتضنت نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم متضامنًا مع ولي أمره وقائد مسيرته خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله . هيهات هيهات أن يفرط هذا الشعب في سياج تحفظه عناية الله تعالى وتخدمه دولة جعلت من القرآن الكريم دستورًا ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم نبراسًا ولمزيد من الولاء والحب ودحر المترصدين عمّت المملكة العربية السعودية في الجمعة التالية مظاهر الفرحة والتأييد والتلاحم ونثرت الورود والنقود دون حدود شكرًا لله تعالى على هذا الوفاق والاتفاق وحسبي أن أقول من علامات هذا النجاح منقطع النظير ما نلمسه من استجابات فاعلة وإيجابية من كافة المسؤولين لتحقيق آمال وطموحات خادم الحرمين الشريفين الذي أكرم مواطنيه فور إعلان هذا التلاحم بتراحم ورحمة وشفقة . هكذا قامت الدولة وهكذا تربّى الشعب وبهذا يُصفع الباطل وتصمد الدولة وهكذا كلما زادت قناعتنا بديننا قولاً وعملاً زاد تلاحمنا وتراحمنا وقويت شوكتنا إذا ما تأطرنا به وبقينا تحت لوائه ، لقد خضنا تجربة ناجحة بكل المقاييس أثبتنا بجدارة موقفنا في ظل ما يعصف في العالم اليوم من تيارات وزلازل وبراكين بشرية متانة هذا التلاحم بين القائد وشعبه قال تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) حمود وسمي المطيري-المدينة المنورة