قال الضَمِير المُتَكَلّم : قبل يومين فتحت المذياع في السيارة على موجة (fm) ؛ فاكتشفت جهلي ، وعدم مواكبتي لمستجدات مجتمعنا ؛ فالمدينة المنورة الآن ( ويبدو قبلها ثم بعدها العديد من المناطق ) تستقبل خمس أو ست إذاعات خاصة جديدة ، تنقلت بينها ؛ فوجدت الصورة واحدة في العموم الغالب شاب وشابة ، يتبادلان الأحاديث وأحياناً ( الغَزل العفيف !! ، والنّكَات السَمِجة ) ، أما الأهم فهو قراءة رسائل ( sms ) ، وتلقي اتصالات المستمعين أما الفواصل فمجرد أغانٍ !! إذن الهدف هو جذب الشباب والفتيات ، واستحلاب أموالهم بالرسائل والمكالمات ؛ فطبعاً لا يكفي ماتقوم به القنوات الفضائية ؛ فلابد من الإجهاز على البقية بسيوف القنوات الإذاعية !! يا جماعة لا شك ولا ريب أنّ من حق المؤسسات الخاصة أن تبحث عن الكسب بشتى الوسائل والطرق ( فكما يقولون : اللّي تِغْلِبُه ، إلعَبّه ) ! وأعرف أن هناك مَن سوف ينادي : لِنَتْرُك الشباب يعيشوا ، ويقولوا ، ويفعلوا ، ويتصلوا ، كما يحبون ؛فتلك حرية شخصية فهل أنت مجنون؟! وسوف يرفع ثانِ صوته : القانون لا يحمي المغفلين؟! وأقول : نعم أنا معكم ؛ ولكن السؤال اللّي (ذابحني وبَاط كَبدي ) كما يقول أهل الخليج ؛ لماذا هناك شريحة لا يستهان بها من شبابنا يسهل اصطيادهم والضحك عليهم ، ودفعهم لإهدار أوقاتهم وأموالهم للتواصل مع تلك القنوات الإذاعية والتلفزيونية ؟! والوسائل متعددة فقد تكون : سوالف شبابية تافهة بأصوات نسائية ناعمة تُدَغدغ المشاعر، أو مسابقات لا غالب فيها أو فائز ، والأبرز برامج شعرية ، فكل واحد من هؤلاء يعتقد أنه شاعِر زمانه ، وابن لعبون مكانه ؛ فهو يتنقل من هذه الإذاعة إلى تلك عارضاً بضاعته المملة ؛ ثمّ يهتز طرباً إذا سمع المذيعة الدلوعة تقول له : ( صَح لسَانك ) أو بإنجليزية محرفة (right your Mouth ) ؛ فيقول منتشياً ( صَح بدنك ) ، والمراقب يعتقد أن مجتمعنا تحوّل فجأة إلى بَلَد المليون شَاعِر !! أعتقد أن هذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة من المختصين فهل السبب البطالة والفراغ أم الكبت والقيود الاجتماعية الصارمة ؛ فما يفعلونه تفريغ نفسي وإثبات للذات ؟! أم أن السبب عدم وجود متنفسات أو وسائل بديلة ؟! الموضوع مطروح للمناقشة !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .