تغشانا الطيبة أحيانًا حتى نظن أنفسنا سذّجًا، نقدم العون والمدد والمساعدة بقدر ما نستطيع.. نمد أيادينا لتمتد إليها الأيادي الأخرى، نفعل ذلك انطلاقًا من واجبنا الإنساني، ومن أخلاقنا، وقيمنا، ومبادئنا. فضمائرنا وأنفسنا لا ترتاح بغير ذلك، نحسن وننتظر الإحسان، لكننا نحزن حين لا نجد إلاّ الإساءة والنكران والجحود. صحيح أن الأجر محفوظ عند الله عز وجل، لكن مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله. نشعر بالأسى يقطّعنا، ونحن نقف موقف الحائر المتسائل، هل نستمر في العطاء لمن لا يعرفون الوفاء، وهل نحن طيبون حقًّا؟!! أم سذج وأغبياء؟!! ونتخذ القرار الخطير المعاملة بالمثل ومن أول موقف تجدنا نعود إلى طبيعتنا وإلى طيبتنا المتأصلة في جذورنا حتى مع الجاحدين وناكري المعروف نفعل ذلك ونحن نسدل على تصرفنا هذا غطاء التغابي، وذلك أعظم أنواع الذكاء!! الطيبون ليسوا أغبياء أبدًا! إنهم يقرأون الأحداث من حولهم بروية، ويتخذون القرار بحكمة عفوية!! والأغبياء هم من يظنون أن الطيبين يجهلون حقيقة الأمر من حولهم.. الطيبون يعرفون أن هناك من يستغلهم، أو يحاول استغلالهم، ومع ذلك يستمرون في العطاء لهم ولغيرهم، الطيبون بحاجة لأن نشكر إحسانهم، وبحاجة أكثر لأن نشد على أياديهم حتى لا نفقدهم. محسن موسى طوهري - جازان