عندما أتأمل الأسماء السعودية التي تصدّت لدراسة جنس السيرة الذاتية أشعر بارتياح تام للتوازن التقريبي في العدد بين الرجال والنساء، فمن الرجال يمكن أن نشير (مع حفظ الألقاب) إلى: صالح معيض الغامدي، ومنصور المهوّس، وأحمد آل مريِّع، وسعيد الجعيدي، ومن النساء: عائشة الحكمي، ونوال المجاهد، وأمل التميمي. ولعل أهم منعطف نقدي ارتبط بالسيرة الذاتية في المملكة تخصيص نادي جدة الأدبي ملتقى قراءة النص عام 1429ه/2008م ليكون تحت عنوان “السيرة الذاتية في الأدب السعودي”، ونشره للبحوث في عددين من مجلة علامات. هذا الملتقى المهم جعل المهتمين بفن السيرة الذاتية يلتقون في مكان واحد، وتدور بينهم النقاشات العلمية المفيدة، وكان من بين المشاركات الزميلة الباحثة أمل التميمي التي شاركت بورقة، وأسهمت في المداخلات، وعزّزت حضورها النقدي بعد صدور كتابها “السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي المعاصر” عام 2005م عن المركز الثقافي العربي. يقع الكتاب في 278صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن ثلاثة فصول، وهي: السيرة الذاتية النسائية بين التاريخ والنقد، وقضايا السيرة، والملامح الفنية للسيرة، إضافة إلى مدخل مطوّل عن “ظاهرة السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي الحديث”. ولقد أكملت قراءة الكتاب وشعرت بارتياح شديد لقدراتها الكتابية والنقدية وصبرها وجلدها وسعة اطّلاعها وتصدّيها لموضوع واسع وشاق على مستوى الوطن العربي، وأرى أن هذا الكتاب يعلن عن ولادة ناقدة قديرة سيكون لها شأن في المستقبل -بإذن الله- وهي توشك على الحصول على الدكتوراة من جامعة الملك سعود في موضوع “السيرة الذاتية الشفهية البصرية في الأدب الإعلامي المرئي المعاصر: السرد الذاتي في الوسائط الجماهيرية العربية (التلفزيون نموذجًا)”. ولقد أعجبت بجرأتها النقدية، وإثارتها للأسئلة، ومحاولة الإجابة عنها دون قطع، وعدم انزلاقها بالتحيز للمرأة وكتابتها، وخروجها من أزمة المصطلح في بعض المواقف باقتراح الجديد في بعض الأمور الفرعية مثل إطلاقها السير الذاتية الحلقية، والسير الذاتية الممتدة؛ ممّا يعني رغبتها في حل المشكلات والتعالقات التي تصادف أي باحث يتصدى لموضوع جديد. وأخيرًا: أضع بين يدي الزميلة بعض الملحوظات، ومنها دمج أدب الرحلة في السيرة الذاتية في إشارة عابرة ص5، واستبعاد المنشور في الصحف والمجلات من الدرس، وإغفال ترقيم المراجع. [email protected]