أغنية محمد عبده الشهيرة التي قدمها قبل سنوات خلت.. “يا حبيبي أنستنا.. ربي تمّم لنا أنسنا”. من كلمات شاعرنا الكبير إبراهيم خفاجي.. ولحنها سراج عمر، كانت هذه الكلمات تمثّل إهداء جميلًا للمسافر والقادم إلى أهله أو وطنه.. أو حتى جيرانه وأحبابه.. بعد طول غياب.. وكانت تُقدم في برامج طلبات المستمعين باستمرار ووجدت نجاحًا منقطع النظير.. وكانت تناسب الكثير من اهتمامات المتلقين في ظل انعدام وسائل الاتصال.. واشتغال الناس بمتطلبات الحياة.. وكان الإقبال على الأغنية ليس مثل اليوم كما ذكر المعاصرون لذلك العهد.. وكانوا يبحثون عن الأغنية الجديدة والوصفية والوطنية.. كانت هذه الأغنية وكلماتها المبتكرة انطلاقة جديدة لملحن جديد اسمه سراج عمر، وكانت سببًا مباشرًا في استمراريته.. أما قصة هذه الكلمات فكانت عجيبة، حيث انها لم تكن بحوزة سراج إنما كانت بحوزة الفنان عبدالله المرشدي -يرحمه الله- أحد كبار فناني الطائف في ذلك الوقت وقد أخذها من الشاعر الخفاجي لغنائها لكنه لم يفعل وبقيت عنده أكثر من خمس سنوات.. إلا أن الخفاجي عندما زاره محمد عبده ذات مرة أعجبته الكلمات وأخذها منه.. وذات ليلة كان عمر كدرس وسراج في ضيافة محمد عبده في منزله بشارع الميناء وكان السكن في شقة في عمارة سفر القريبة من الإذاعة وكان سراج يقلب أو يتصفح ألبوم الكلمات التي يأخذها محمد عبده من كتّاب الكلمات والشعراء ويجمعها في هذا الألبوم، وإذا بنص بخط الخفاجي اسمه “يا حبيبي أنستنا” وطلب سراج من محمد عبده تلحين هذا النص وجاء بعد مدة وأسمعه لمحمد عبده فقال له هذا رائع.. وسأقدمه من خلال مسرح الإذاعة ومجموعة أعمال قادمة، وكان هذا اللحن تعارف عملي بين سراج ومحمد وكانت بداية نجاح “يا حبيبتي أنستنا” في شارع الميناء بجدة.